24 janv. 2008

تاريخ أهم المؤسسات الدينية بحمام الأغزاز: مزار بن حسن (الجزء الأول)

تاريخ أهم المؤسسات الدينية بحمام الأغزاز
من خلال وثائق من الأرشيف الوطني
(1875- 1954م/ 1292- 1374هـ)
(الجزء الأول)
مزار بن حسن
المؤسسات ذات الصبغة الدينية (الإسلامية) في حمام الأغزاز عددها محدود، فقد وُجد في تاريخ البلدة أربعُ مؤسسات إذا أردنا أن نعدّها عدا: - المسجد العتيق – الجامع الحديث – زاوية سيدي عبد القادر الجيلاني – زاوية سيدي عبد السلام الأسمر الفيتوري. ولا نعرف عن تاريخ هذه المؤسسات الأربع شيئا سوى ما تنقُله لنا بعض الروايات الشفوية التي لا يمكن الاعتمادُ عليها بارتياح من الناحية التاريخية التوثيقية. لكنّ الجديد في هذه المسألة هو أني عثرت مؤخرا في الأرشيف الوطني التونسي على عدد لا بأس به من الوثائق التي من الممكن أن تُنير الطريق نحو معرفة المزيد من تفاصيل تاريخ الجهة وهُويتها الثقافية. والوثائق تتعلق بمراسلات بعث بها بعضُ أهالي حمام الأغزاز إلى ولاة الأمور، أو مراسلات بين مسؤولين كبار ومسؤولين في الجهات في شأن مسائل تهم المؤسسات الدينية في المكان وطرق تسييرها وتصريف شؤونها. لكنّ هذه الوثائق لن تُعنى سوى بالمعالم الثلاثة الأولى من المعالم الأربعة التي ذكرناها، أي: المسجد العتيق وزاوية سيدي عبد القادر والجامع الحديث. 1. المسجد العتيق: · الوثيقة رقم1: إن أقدم وثيقة تحصلنا عليها تخصّ المسجدَ العتيق، وهو أول مسجد للصلاة بني في حمام الأغزاز، (ويقال إن القاضي احمد بن عمار المتوفى سنة1828م (1244هـ) هو الذي أمر ببنائه في أواخر القرن 18م/ 12هـ أو بداية القرن 19م/ 13هـ). هذه الوثيقة هي تقرير بعث به عامل الوطن القبلي إلى الوزير الأكبر خير الدين باشا في العاشر من ربيع الثاني 1292هـ (1875م) يخبره فيه عن عدد المكاتب (أو الكتاتيب) لتعليم الصبيان القرآن في الوطن القبلي، ويُطلعُه على حال المؤدبين وظروف سير عملهم. وقد ورد ذكر المسجد العتيق في معرض حديثه عن مكاتب بلد "قصر قليبية" فذكر أن المكتب السابع هو "بدشرة حمام الأغزاز من توابع بلد قليبية، وهو بيت بصحن جامعها، مؤدبُه الإمام سي محمد بن سليمان بن حسين، وبه ثمانية عشر تلميذا كلهم (مقبلين) على القراءة، وحال المؤدب مستقيم موفرة فيه شروط التعليم"[1]. (انظر الوثيقة رقم1). ما نفهمه من هذه الوثيقة هو أن المسجد العتيق في ذلك الوقت (1875م) كان به صحن، وانّ هذا الصحن به بيت يُتخذ كُتابا لتعليم الصبية. كما تفيد الوثيقة أيضا أن المؤدب محمد بن سليمان بن حسين (وهو جد عائلة المؤدب في حمام الأغزاز) كان إماما، ومن الطبيعي أن يكون إماما لذلك المسجد الذي يدرس فيه لا لمسجد آخرَ. ومن الطبيعي أيضا أن يكون إماما للصلوات الخمس لا امام جمعة، والسبب في ذلك أنّ هذا المسجد لن يصبح جامعَ خطبة إلا في سنة 1894م (1311هـ) كما سنرى في الوثائق التالية. وبالرجوع إلى شجرة الأستاذ مصطفى بن الحاج علي نجد فيها: مُحمد بن سليمان بن امحمد بن حسين بن امحمد بن عبد الدايم. ونعلم أنّ له ابنا اسمه الهادي بن محمد بن سليمان (وكان ابنه هذا متحصلا على شهادة التطويع في جامعة الزيتونة، وتوفي في 5 جويلية 1917 كما هو مُثبَت على قبره بحمام الأغزاز). وفي دفتر احصاء سنة 1862م (1278هـ) ذُكر اسمُ هذا المؤدب الإمام وأنّ عمره في تلك السنة 45 عاما[2]، مما يعني أنّ ولادته كانت على الأرجح سنة 1817م (حوالي 1233هـ)، وأنّ عمرَه في تاريخ كتابة هذه الوثيقة (أي في 1875م) كان 58 عاما تقريبا. · الوثيقة رقم 2: وهي مكتوب من أهالي حمام الأغزاز يحمل توقيع 45 رجلا منهم إلى الوزير الأكبر محمد العزيز بو عتور بتاريخ 14 أفريل 1894 (8 شوال 1311)، يخبرونه فيه بأنّ قريتهم كثر عدد سكانها (300 رجلا) فيُضطرّون إلى الذهاب إلى قليبية لإقامة صلاة الجمعة بها باعتبار أن مسجدهم مخصص للصلوات الخمس فقط، ولذلك فإنهم يطلبون الإذن في إقامة صلاة الجمعة بحمام الأغزاز وانتخاب مَن يصلح للإمامة والخطبة من فقهائهم[3]. ¬ ما نفهمه من هذه الوثيقة أن الخطة التي يطلبها أهل البلدة هنا هي خطة إمامة الخمس والخطبة معا، مما يعني - كما قلنا سابقا- أنّ المسجد القديم كان قبل هذا التاريخ (1894) مقتصرا على الصلوات الخمس فقط دون الجمعة، كما يعني أيضا أن خطة إمامة الخمس في هذا التاريخ كانت شاغرة مما اضطرّ الأهالي إلى طلب ملئها، وهو ما يدفعنا بدوره إلى اعتبار هذه السنة تاريخَ وفاة إمام المسجد السابق محمد بن سليمان بن حسين[4]. · الوثيقة رقم 3: هي نسخة أمر علي مخاطَب به الوزير الأكبر بتاريخ ماي 1894 (ذي القعدة 1311) بجعل المسجد الكائن بحمام الأغزاز جامع خطبة تقام فيه صلاة الجمعة والعيدين[5]. · الوثيقة رقم 4: هي مكتوب بشهادة العدلين قاسم بن الحاج صالح بن حمودة ومحمد الصادق قارة وبشهادة 131 رجلا من حمام الأغزاز، ومؤرخ في يوم الجمعة 22 جوان 1894 (19 ذي الحجة 1311)، يعربون فيه عن اتفاقهم جميعا على إمامة الفقيه عبد الرحمان بن الحاج محمد بن الحاج علي بن الحاج صالح بالمسجد العتيق وأنه ممن يصلح لهذه الخطة. وتجدر الإشارة إلى أن الإمام السابق محمد بن سليمان بن حسين ليس مذكورا من بين الشهود لا في هذه الوثيقة ولا في الوثيقة رقم 2، مما يعزز وفاة هذا الإمام في ذلك الوقت[6]. · الوثيقة رقم 5: هو نسخة أمر مطاع بتاريخ 18 أوت 1894 (17 صفر 1312) تضمّن ولاية الفقيه عبد الرحمان بن الحاج محمد بن الحاج صالح إماما وخطيبا بجامع القرية يقيم به الصلوات الخمس والجمعة والعيدين[7]. · الوثيقة رقم 6: هي مراسلة من عامل الوطن القبلي محمد الشاذلي العقبي إلى الوزير الأكبر محمد الطيب الجلولي بتاريخ يوم الخميس 23 ديسمبر 1920 (11 ربيع الثاني 1339)، يعلمه فيه بوفاة الإمام عبد الرحمان بن الحاج صالح يوم الاثنين 13 ديسمبر 1920[8]. ¬ إذا اعتمدنا هذه الوثيقة مع وثيقة أخرى هي دفتر إحصاء سنة 1862 (1278هـ)[9] الذي ذُكر فيه عبد الرحمان بن الحاج صالح وهو عمره 3 سنوات أصبحنا شبه متأكدين أنّ هذا الإمام ولد حوالي 1859 وتوفي بالضبط في يوم الاثنين 13 ديسمبر 1920 عن عمر يناهز 61 سنة. · الوثيقة رقم 7: مكتوب بشهادة العدلين: محمد بن حميدة وعلي بن محمد الغربي بتاريخ الأحد 11 جمادى الثانية 1339 (فيفري 1921)، يشهد فيها 66 رجلا من حمام الأغزاز بأن الشيخ علي بن امحمد بن الحاج رحومة بن حسين المدرس بجامع حمام الأغزاز يصلح لتولّي منصب إمامة هذا الجامع عوضا عن الشيخ عبد الرحمان المتوفّى. وتفيدنا هذه الوثيقة بأن هذا الشيخ كان مدرّسا بالجامع القديم قبل أن يتولّى إمامتَه[10]. · الوثيقة رقم 8: "ورقة إخبارية" في شأن علي بن الحاج رحومة المنتخب لإمامة جامع حمام الأغزاز (بطاقة عدد 3) بتاريخ مارس 1921 ، أهم ما ورد فيها من معلومات أنه ولد سنة 1876 وله أربعة أولاد (عمره حوالي 45 سنة)، متحصل على رتبة التطويع بالجامع الأعظم ولا يتقن اللغة الفرنسية، وهو مباشر لخطة العدالة بقليبية، أما مكاسبه من الريع والعقار فهي قليلة[11]. · الوثيقة رقم 9: نسخة أمر علي بتاريخ 20 جوان 1921 (13 شوال 1339) تضمّن ولاية الفقيه العدل علي بن الحاج رحومة إماما للصلوات الخمس والجمعة والعيدين عوض من كان قبله[12]. · الوثيقة رقم 10: مكتوب من قاضي نابل محمد الأمين بن عبد الله إلى وزير العدلية عبد الجليل الزاوش بتاريخ 24 جويلية 1940 يُعلمه فيه بوفاة الشيخ علي بن الحاج رحومة في 25 جوان 1940[13]. [1] الأرشيف الوطني: السلسلة التاريخية: 413/ 35/ وثيقة رقم 42213. [2] انظر الارشيف الوطني، دفتر احصاء عدد 843 (ص139- 140). [3] الارشيف الوطني: D/69/2: الوثيقة 6. [4] إذا اعتبرنا سنة 1817 (1233هـ) سنة ولادة الإمام محمد بن سليمان بن حسين وسنة 1894 (1311) سنة وفاته فإنه يكون قد توفي عن سن تناهز 77 عاما. [5] الأرشيف الوطني: D/69/2 : الوثيقة 2. [6] الارشيف الوطني: D/69/2 : الوثيقة 4. [7] الأرشيف الوطني: D/28/7/1 : الوثيقة 1. [8] الأرشيف الوطني: D/28/7/2 : الوثيقة 1. [9] الارشيف الوطني: دفتر إحصاء عدد 843 (ص 139- 140). [10] الارشيف الوطني: D/28/7/2 : الوثيقة 8. [11] الارشيف الوطني: D/28/7/2 : الوثيقة 7. [12] الارشيف الوطني: D/28/7/2 : الوثيقة 3. [13] الارشيف الوطني: B1/224/3/7 : الوثيقة 2.

Deuxième tente estivale de l'image et de l'expression artistique

Samedi 1er septembre 2007 Deuxième tente estivale de l'image et de l'expression artistique:
De sable et de bobines
Sur le sable blanc de l’immense plage de Hammam- Ghezaz, une «créature» est dressée : des yeux troués, une bouche en dents de scie, d’énormes oreilles en caoutchouc. Plus loin, est placé son crâne, minutieusement peint par Mahmoud Chelbi. La «créature» est née pendant les tentes estivales de Hammam-Ghezaz du 24 au 28 juillet à partir d’une vieille carcasse de voiture. «A chaque fois qu’on la regarde, on plonge dans le passé. On croit revoir, à travers ce visage boursouflé, tous les mouvements de Abdelaziz Belgaïd Hassine , le sculpteur tout en sueur en train de placer et déplacer des morceaux de fer. Tous ces gestes rapides et soignés qui n’ont cessé de nous épater tout au long de la création ne semblent pas éteints», se rappelle Marouen Meddeb. Ce jeune diplômé de l’Institut supérieur d’art dramatique, membre de la FTCC Hammam-Ghezaz et organisateur de cette manifestation, a suivi la fabrication de cette sculpture, depuis le choix de la carcasse de la voiture jusqu’à la peinture finale. Avec son appareil photo, il fige chaque instant pour mieux le mémoriser. On revoit en détail comment le sculpteur, avec l’aide des jeunes de la région, a décapoté la carcasse, l’a dressée en haut d’une dune de sable, l’a brûlée en prenant soin de tout calciner… «C’était vraiment excitant», se rappelle Meddeb. Après un mois de l’évènement, son regard est toujours pétillant de plaisir. Son large sourire est toujours esquissé sur son visage comme s’il refusait de se dissiper. Tout sur cette plage rappelle la frénésie de ces nuits cinématographiques et musicales encore flamboyantes dans le coeur des jeunes de la région. «Made in Hammam-Ghezaz» Avec l’aide financière de Aitech, de l’association Acdr et du commissariat régional à la culture de Nabeul, avec le soutien inconditionnel de ses amis Borhane Ben Houria, Wajdi Guaïdi, Yasser Jradi, Mohamed Bhar ainsi que de celui de tous les membres du club des cinéastes amateurs et bien sûr les bénévoles, Marouen Meddeb a pu organiser cette session. «On a créé notre festival sans fard ni fanfare, avec seulement un grand rêve et des moyens modestes. On voulait créer l’événement à notre manière». La réclame s’est faite «à dos d’âne». Les artistes entassés sur la charrette traversent les ruelles de la ville. Derrière eux, des acrobates jouant de leurs corps comme des rubans sinusoïdaux. «Chaque soir, on partait ainsi à la conquête du public. Et l’on tient à ramener le plus grand nombre possible de spectateurs à la plage, située à quelques kilomètres de la ville». L’écran géant “made in Hammam-Ghezaz”» a été monté en face de ce public assis à même le sol. Un hommage au réalisateur africain Osmane Sembène, ensuite16 films et 13 courts métrages de l’Unica y sont projetés. Chaque soir, on alterne musique, cinéma, théâtre, exposition et table ronde. Il suffit de peu de chose… «Tous les artistes, de différentes disciplines, se sont pliés en quatre pour donner le meilleur d’eux-mêmes. Ils ont cru à notre noble cause. Et c’est ça l’essentiel!», ajoute encore Marouen Meddeb. Plusieurs artistes ont répondu présent à l’invitation de ces jeunes membres de la FTCC de Hammam-Ghezaz parce qu’ils voulaient partager avec un public inconnu la magie de l’art. Ils sont venus camper dans cette plage pour vivre en plein ce rêve doré par les grains de sable. «Il suffit de peu de chose pour réaliser les grands événements », explique l’organisateur. Il fait de cette phrase une devise à laquelle il croit fermement. Marouen Meddeb est un amoureux fou du 7e art. Il a réalisé, en 1999, son premier court-métrage Légende de plumes qui recevra une mention spéciale du jury lors du Festival international du film amateur de Kélibia... Son film, il l’a mis en boîte en empruntant une caméra au club des cinéastes amateurs de Tunis. Il a acheté ensuite une baguette et trois portions de fromage et est parti, en compagnie d’un pote, à son paradis, Hammam-Ghezaz, filmer quelque part, sur une colline. La mer et le sable avaient pour lui une signification particulière. Il savait que cet endroit est propice à la création. Il savait que la plage de Hammam-Ghezaz pourrait être le coin idéal pour la concrétisation d’un grand festival dédié aux arts. Et aujourd’hui, il est heureux parce qu’il se rapproche un peu plus de son rêve. Héla HAZGUI
La Presse Magazine

19 janv. 2008

سيدي عمر اسحاق المعاوي(ت-1238هـ؟/ 1822م؟) مزار بن حسن

(سيدي عمر اسحاق المعاوي(ت-1238هـ؟/ 1822م؟ الجزء الأول): محاولة تعريفه وحكايته مع الباي)
مزار بن حسن
سيدي عمر اسحاق (أو ابن اسحاق)[1] بن علي بن معاوية المجذوب (المدفون في فرتونة) بن داود (القتّال) بن حسين بن قاسم بن احمد بن محمد بن سيدي معاوية الشارف (أو الشريف). هو ولي من أهم الأولياء المنحدرين من سلالة المعاوين المعروفة في جهتنا، ولا شك أنّ هذه النسبة قد رفعته في نفوس أهالي جهة الدخلة القِبلية إلى أعلى مراتب الشرف والوَلاية، وما زالت آثارُ هذه القيمة الروحية حيّةً نسبيا في وجدان بعض المعاوين أو بعض كبار السنّ من الجهة. وقد حاولت أن أرسمَ ما بدا لي (أو ما تبقى لنا) من ملامح هذه الشخصية التي يبدو أنّها مصرّة كلَّ الإصرار على غموضها وتعقيدها، وذلك بالعودة إلى عدد قليل جدا من المصادر المكتوبة، مع الاعتماد بالأساس على المصادر الشفوية التي تمكنت من سماعها من بعض كبار السنّ في مكان واحد هو حمام الأغزاز، وهو ما يعني أنّ هذا البحث ليس إلا مساهمةً في إثراء الدراسات (إن وُجدت) المتعلقة بهذه الشخصية من زاوية واحدة ومحدودة جغرافيا. بعد استقرائنا لهذه المصادر المختلفة يمكننا القول إن سيدي عمر اسحاق عاش في النصف الثاني من القرن الثامن عشر الميلادي وبداية القرن الذي يليه، أي ما يقابل اواخر القرن الثاني عشر الهجري والنصف الاول من القرن الذي يليه[2]. كان في الفترة الأخيرة من حياته على الاقل سيّد المعاوين كلهم والمتحدث باسمهم كما سنرى في حكايته مع الباي. ويبدو انه قضى معظمَ حياته في التنقل بين قرى وبلدان الوطن القبلي، وأن تنقلَه هذا لم يكن فقط في شكل زيارات سياحية عابرة، وإنّما يُستقبل بحفاوة الضيف المبجل المرغوب في زيارته وبقائه شعبيا ورسميا، ويجالس كبارَ الأعيان والوجهاء، ويلقى الاحترام اللائقَ بمقامه الذي يجمع بين الصلاح والتقوى باعتباره وليا، وبين الشرف باعتباره منتسبا إلى المعاوين الأشراف العلويين، إذ تذكر المصادر مثلا أنه كانت له زاوية خاصة به في قليبية[3]، ولا يبدو تنقله هذا ذا صبغة وظيفية، فلم يُؤثر عنه ما يدلّ على أنّه يمارس التجارة مثلا أو بيعَ المحصول الفلاحي باعتبار أنّ المعاوين يمارسون النشاط الزراعي من خلال الأراضي الوقفية[4]، كما لا يوجد ما يدلّ أيضا على أنّه مؤدب صبيان (مثل كثير من المعاوين) لأنّ ذلك يتطلّب الإقامة شبه الكاملة والاستقرار كما هي الحال مع سيدي احمد بن حمودة المعاوي في قليبية أو الطالب احمد بن عمارة المعاوي في حمام الأغزاز في وقت لاحق، بل نميل أكثرَ إلى أنه كان أمّيا[5]. ومهما يكن من أمر فإنّه لا بد أن نرى في تنقل هذا الرجل شيئا من ملامح التنقل الأبوي الرعوي الذي نعرفه في الثقافة المسيحية، حيث يستغلّ الناس قدومه ليتسابقوا في الحصول على مباركته وتأييده مثل المشاهد التي نراها اليوم في زيارات البابا للأوساط المسيحية في كافة أنحاء العالم. لكنّ سيدي عمر اسحاق لا يكتفي بذلك، بل يتجاوزه إلى حدّ إقامة علاقات مصاهرة مع أهالي البلدان التي يزورها فيزوجونه بناتهم ويوفرون له السكنى بينهم، ويذكر Weyland أنّ له ذريةً في "المعيصرة" (قرب "أم ذويل")[6]، كما نعلم أيضا أنه تزوج امرأة من حمام الأغزاز كما سنرى لاحقا[7]. لا يمكن على كل حال إنكارُ الحيز الواسع الذي كان يحتله سيدي عمر اسحاق في قلوب الناس في تلك الفترة الهامة من تاريخنا المحلي، حتى نسبوا إليه عددا كبيرا من الخوارق والكرامات، أحاول أن أحصر ما تمكنت من جمعه في أربع حكايات، تتصل الأولى بما جرى بينه وبين الباي كما نقله إلينا ابنُ أبي ضياف، والثلاث الباقيات بما حدث له مع أهالي حمام الأغزاز. 1- حكايته مع الباي[8]: عندما توفي الباي حمودة باشا في سبتمبر 1813 (1229هـ) أشارَ الوزير صاحب الطابع إلى أن يتولّى عثمان (أخو حمودة باشا) الأمرَ بعده رغم عدم أهليّته (لأنه كان ضعيف الشخصية) ورغم أنّ العرف جرى بأن يُنصَّب الأكبرُ سنا في العائلة الحسينية، وهو في هذه الحالة ابنُ عمهما محمود[9]. وفي يوم البيعة لعثمان باي: "أتى وفد المعاوين يتقدمهم الشيخ الصالح المجذوب السيد عمر بن اسحاق فقال بحضرته (أي بحضرة الباي): "أين الباي؟" فقالوا له هذا وأشاروا إليه فقال: "لم أره" ثم قال: "من ولاّك؟" فقال له باش حانبة: "أولاه الله تعالى" فقال المجذوب: "أنا لم أولّه" فلطمه باش حانبة بحضرته، فأنكر (أي الباي) عليه ذلك وقال له بصوت خفي: "الامر بيد الله وهذا رجل مجذوب ينبغي احترامه". يأتي ابن أبي ضياف بهذه القصة في سياق تدلاله على ضعف شخصية الباي عثمان، وكذلك ليُبين انّ عدمَ رضا هذا الولي الصالح ورفضَه لمبايعة الباي إنما كان عن علم سابق بالسرّ الذي لا يعرفه غيرُه وهو أنّ هذا الباي لا يصلح لأن يتولى أمر البلاد وأنّ فترةَ ولايته ستكون قصيرة. وهذا ما حدث فعلا، حيث أنّه سرعان ما خلفه غريمُه محمود باي بعد أشهر قليلة، وفي مدة ولايته بنى للشيخ عمر اسحاق زاويته التي بها الآن قبرُه (ما زالت موجودة إلى حد الآن في سيدي معاوية[10]) عرفانا له بموقفه المؤيد له[11]. ولسائل أن يسأل هنا لماذا اختار ابن أبي ضياف هذه الحادثة بعينها للتعبير عن حالة الرفض لتولية هذا الباي مع أن هذه الحالة يبدو أنها كانت أوسع وأعم بكثير؟ أو لماذا وقع اختصار موجة الرفض في شخص سيدي عمر اسحاق مع أنها لا تقتصر عليه وحده؟ التفسير الذي أقترحه هنا هو الآتي: إنّ الجهة أو الكتلة المعارضة لتولية عثمان باي (والتي من الطبيعي أن يكون غريمُه محمود باي هو الذي يتزعمّها) من صالحها أن يأتي الموقفُ المعارض لعثمان على لسان ولي يحظى بالاعتقاد الشعبي مثل سيدي عمر اسحاق، لذلك أرجّح أنّ هذه الكتلة هي التي ساهمت في توجيه الأنظار إلى حادثة "الرفض المعاوي" وسارعت إلى إخراجها من دهاليز البلاط السرية ودفعها إلى واجهة التاريخ حتى تكونَ واضحة للعيان ومُرشحةً بسهولة لأن تُفهم سندا متينا وشاهدا قويا على عدم أهليّة عثمان، وبالتالي على أحقية محمود بالعرش. فالدور الذي قامت به المعارضة إذن (أو شجّعت القيامَ به على الأقل) هو إحكام الربط بين "رفض الصالحين" وبين "عدم الأهلية" وتبديد الالتباس الممكن وقوعه بينهما، وذلك من أجل تسريع وتشريع التخلص من الغريم غير المرغوب فيه، أو بتعبير أدق، من "اللوبي" الذي يختفي وراءه (ويتزعّمه صاحب الطابع). وفي كل الحالات استطاع سيدي عمر اسحاق، بوعي منه أو بدون وعي، أن يكونَ ورقةً رابحةً في يد محمود باي استخدمها (أو جاءته هكذا مصادَفةً مثل ورقة "الجوكير") ليرجح بها كفّةَ التأييد له في نهاية اللعبة السياسية - يتبع. ] [1] حسب شجرة المعاوين التي أثبتها J- Weyland في كتابه عن الوطن القبلي: Le Cap Bon: Essai historique et économique, 1926, p43. والتي أخذت منها هذا النسب، فإن اسحاق هو اسمه الحقيقي أما عمر فهو الغالب في الاستعمال لدى الناس، لكنّ هذا الكاتب يستخدم أيضا عبارة "ابن اسحاق" في الصفحة ذاتها. والذي شجّعني على عدم استخدام كلمة "بن" هو أنّ أباه – حسب تلك الشجرة- اسمه "علي" وليس "اسحاق". وأعتقد أنّ تلقيبَه بهذا اللقب يخفي بين طيّاته حكايةً مؤسِّسة Mythe fondateur من الممكن أن نعثر عليها يوما ما، وسنعود إلى هذا اللغز في الحكاية الأخيرة (الجزء الثاني من هذا المقال). [2] يرجح الاستاذ عبد الرحمان بن عبد اللطيف أنّه توفي حوالي سنة 1238هـ (1822م)، صفحات من تاريخ قليبية، ص50. [3] وثيقة تتحدث عن كتاتيب الوطن القبلي والمؤدبين والتلامذة تعود إلى سنة 1292هـ (حوالي 1875م) وفيها إشارة واضحة إلى أنّ زاوية سيدي عمر بن اسحاق في ذلك الوقت تُستخدم كتّابا لتعليم الصبيان، الأرشيف الوطني، السلسلة التاريخية، 413/ 35، وثيقة عدد 42213. ويقول عبد الرحمان بن عبد اللطيف إن هذه الزاوية هي اليوم ميضاة للجامع الحنفي الذي تأسس سنة 1918، المرجع السابق، 40-41. [4] نشير هنا إلى أن المعاوين لهم نظام خاص بهم في الزراعة وتوزيع المحاصيل بينهم يحتاج وحده إلى دراسة من خلال ما تبقى من وثائق. [5] لو كان مؤدبا لما التجأ القاضي احمد بن عمار الغزي إلى استقدام مؤدب من قليبية لتعليم صبيان الأغزاز وسيدي عمر اسحاق موجود بحمام الأغزاز آنذاك كما سنرى في الحكاية الثانية. [6] Weyland ، المرجع السابق، ص43. [7] انظر فكرة الزواج من خارج عشيرة المعاوين لدى جلول عزونة، تاريخ عشيرة المعاوين بالوطن القبلي، مجلة "الإتحاف" السنة 12/ عدد 80/ جوان 1997، ص5. [8] ابن أبي ضياف، الإتحاف، الدار التونسية للنشر، ج3/131. [9] المرجع السابق، ج3/120. وظاهر الأمر أنّ الوزير صاحب الطابع التجأ إلى تولية شخص ضعيف الشخصية لأنّ ذلك يسمح له بتوسعة حجم نفوذه في المملكة. [10] هي القبة المقصودة في الأغنية الصوفية: "نمدح الأقطاب": رجال المعاوين امالي القبة المبنية [11] انظر عبد الرحمان عبد اللطيف، المرجع السابق، 50. والمؤكد أنّ عملية تأييد المعاوين لباي دون آخر لا بد أنها تخفي وراءها دوافعَ وأبعادا اقتصادية واجتماعية تتطلّب معرفتها بحثا تاريخيا أكثر تعمقا. .

:العرس التقليدي بقليبية وحمام الأغزاز (الجزء الثاني): شيراز بن حمودة

(العرس التقليدي بقليبية وحمام الأغزاز (الجزء الثاني):
شيراز بن حمودة .
المحور الأول: مراحل العرس التقليدي بجهة قليبية وحمام الأغزاز: يسبق الزواج بـ"الخطبة" وهي مهمّة الأب الذي يخطب فتاة لابنه (أي يبرم عقده على فتاة لا يراها إلاّ ليلة الزفاف). وتنتظم الخطبة غالبا بمسجد أو جامع بعد اتفاق العائلتين المتصاهرتين، وبعد أن يعدّ كل متطلبات الزواج ويرسلها إلى منزل الخطيبة، وعند اقتراب موعد الزفاف يتكفّل الخاطب بارسال "طبّال" (ضارب الطبل) يطوف بأنحاء البلدة ويستدعي أهلها لتناول العصيدة في دار "فلان" إشهارا للعرس وللإعلان عن "الحَطَّابَة". اعتاد أهالي جهة قليبية إقامة العرس في أوّل الخريف مباشرة إثر موسم الصيد والحصاد ( تجميع صابة الحبوب مثل: الدرع، الفارينة، القطانية، الدخان،...) حتّى يتمكن أب العريس وأب العروس من تغطية المصاريف اللازمة؛ على عكس ما جرت به العادة في جلّ مناطق البلاد التي قد يقع العرس فيها أثناء السنة حسب قدرات العائلات. ويمتدّ العرس التقليدي بجهة قليبية لفترة سبعة أيّام وسبع ليال، ويسبقها أسبوع التحضيرات، ويليها أسبوع آخر لمتممات العرس، وتكاد تكون حفلات العرس متشابـهة لولا بعض الاختلافات التي تعود إلى اختلاف ظروف العائلات في القرى والأرياف. I. أسبوع التحضيرات: قبل أسبوع من بداية أو انطلاق العرس. .I 1 طريقة الاعلان عن العرس: تكون عن طريق "المِسْـتَادْنِية" التي يكلّفها أهل العريس وأهل العروس باستدعاء كلّ الأقرباء والأجوار، وتتقاضى أجرتها من المدعوات يـوم الحنّة الثالثة بـ"الرْشِيقَة" ، ويوم "المَحْضِرْ" أيضا تأخذ " الوْرَاشَة " بعد " الرْمُو". .I 2 المشاركون في التحضيرات: .I 1.2 أهل العريس : . النساء: يقمن بإعداد كلّ مستلزمات العرس مـثل تصـفية القمح ورحيه ، ويُغنين أثناء هذه العملية: يَا رْحَـــاتِي يَا تَسَّاسَة وارْحِيلي فْطُورْ العَرَّاسَـة يَا رْحَـــاتِي يَا رَطَّابَة وارْحِيلِي فْطُورْ الحَطَّابَة ثم تُغربل النساء القمح، لاعْداد الخبز والكسكسي، وتنتقل إلى صناعة بعض الحلويات والمشروبات التقليديّة (المقروض، الغريبة، شروبو رمان، روزاطة ...). . أبو العريس: هو المكلف باستدعاء الرجال لحضور حفل عقد القران كما يستدعي "الحَطَّابَة" وهي مجموعة من الرجال المكلّفين باحضار الحطب مـن الغابة على " الـجَيَّابَة" ويتم اقتسام هذا الحطب بين أهل العريس وأهل العروس قصد استعماله في اعداد الطعام.. العَـرَّاسَة: تطلق على تجمع أقارب العريس وأصدقائه من الشبّان الذين يلازمونه طيلة فترة العرس. وفي أسبوع التحضيرات يتجمّع "العَرَّاسَة" في منزل قريب من مقرّ أبي العريس، وإذا لم يتوفر هذا المنزل يعدّون بيتا من اللوح والقش في مكان بعيد نسبيا عن التجمّع السكنّي حيث يتصرفون بطريقة عفوية ويتمتعون باستقلالية ربما لا يجدونها في أماكن أخرى. وهذه الفترة، يمضيها "العَرَّاسَة" في ممارسة الألعاب الرياضية والفكرية ( "أَخْبَاو" والذي يخطئ يدفع خطية مثل: الشاي، اللوز، حلوى الشامية، دخان، مشروب غازي ... حتى تكون إعانة بطريقة أو بأخرى للعريس). ومن العادات القديمة يتناوب العرّاسة على إحضار كبش يتم ذبحه وطهيه استعدادا للسهرة مع "الغَنَّايَة"، بما أنّ تربية الماشية كانت نشاطا عاما في ذلك الوقت. .

شيراز بن حمودة: العرس التقليدي بقليبية وحمام الأغزاز: الجزء الأول

العرس التقليدي بقليبية وحمام الأغزاز (الجزء الأول) شيراز بن حمودة المقـــــدمة يزخر التّراث الشعبي بمختلف أنماطه وفنونه بعديد الأشكال التّعبيريّة التي تربط الأجيال المتعاقبة ببعضها بطريقة تحفظ هويّة الشعوب وأصالتها. والبلاد التونسيّة التي تعود الحضارة الإنسانيّة فيها إلى ثلاثة آلاف سنة، لا تشذّ عن هذه القاعدة، فكلّ جهة من جهاتها تحتوي على رصيد هام من الموروث الشعبي الذي يحيل على مختلف الحقب الحضارية ويَحشد كلّ حقبة من تلك الحِقب في جملة من السلوكيات والممارسات المحفوظة أبا عن جدّ والتي يلجأ إليها في مناسبات متنوّعة كالأفراح والمآتم والطقوس التعبّدية. وعلى الرغم من تطوّر البحث في هذا المجال في السنوات الأخيرة إلاّ أنّ جزءا هامّا من التراث الشعبي التونسي لا يزال مُبْهَمًا لدى عديد المختصين، وسبب ذلك في اعتقادنا قلة الاجتهاد ولامبالاة المعنيّين بذلك التراث بدرجة أولى في توثيق رصيدهم. ومثل هذا الموقف يهدّد بقاء الموروث الشعبي المحلي ويؤدّي شيئا فشيئا إلى اندثاره والاستعاضة عنه برصيد آخر مبتدع أو مقتبس من جهات أجنبيّة لا يحمل نفس السّمات الثقافيّة الأصيلة. في هذا الإطار، استرعت انتباهنا ظاهرة غريبة بجهة قليبية من الوطن القبلي للبلاد التونسية، ومُجمل هذه الظاهرة التّناقض المهول بين الرّصيد الغنائي والموسيقي المكرّس حاليّا في شتّى المناسبات بالجهة وبين ماضي الجهة الثريّ بتعاقب الحضارات عليه، وقد استدعتنا هذه المسألة إلى طرح عدّة استفهامات أفضت بنا إلى اقتراح هذه الدّراسة بعنوان " العرس التقليدي بقليبية وحمام الأغزاز: دراسة تحليليّة لبعض النماذج" والتي نرمي من ورائها إلى محاولة توثيق تراث الجهة الشعبي الذي هو في طريقه إلى الزّوال، كما نبتغي تقصّي الخصائص الموسيقيّة الدّقيقة لذلك التراث بعين الباحث المختصّ الذي يستطيع أن يستخرج القواعد الضابطة لتلك الموسيقى الشعبيّة والذي يستطيع كذلك أن يربط بين تلك الخصائص الفنّية وبين بيئتها الفكرية والاجتماعية ومختلف الظّروف والتغيرات التاريخية التي أثرت فيها وأنتجتها. والحقيقة أنّ هذا العمل لم يكن ليرى النّور لولا التفهّم الذي وجدناه من بعض مسنّي المنطقة الذّين حفظوا الرّصيد الشعبي في ذاكرتهم وأمدّونا به كلّما اقتضت حاجتنا إليه، كما أنّ من أشدّ العقبات التي اعترضت سبيلنا انعدام المراجع الموثقة لتراث جهة قليبية الشعبي، لذا اضطررنا إلى اعتماد العمل الميداني منهجا أساسيّا لبحثنا. وعلاوة على ذلك فإنّ جملة من التشويهات أصابت الغناء الشعبي الممارس في العرس التقليدي بجهة قليبية، وإن كانت الأجيال الجديدة من أبناء الجهة تجهل حقيقة ذلك التشويه، فإنّ مما زاد في صعوبة تحقيقنا للنّصوص الأصليّة موت عدد كبير من العارفين بحقيقة تلك النصوص، علما بأنّ اعتمادنا على بعض المراجع ذات الصّبغة التاريخيّة البحتة أعاننا كثيرا في التثبّـت من بعض المعطيات المتعلّقة بتلك النصوص. وقد سعينا في محاولتنا لتجميع كامل المعطيات والنتائج الحاصلة لدينا في دراسة صنّفناها إلى محورين رئيسيّين، تناولنا في الأوّل منه مراحل العرس التقليدي، ففصلنا الحديث في مختلف أطواره ومراسمه وما يصحبه من سلوكيات مختصة بالجهة تتعهّدها فرقة نسائية يطلق عليها "المَاشْطَاتْ". ولئن تختصّ هذه الأخيرة بجهة قليبية بتقديم الجانب الأبرز في العرس التقليدي، فقد تبيّنا أن للرجال بدورهم نصيبا في إحياء تلك المناسبات من خلال فرق صوفية كالسّلامية والقادريّة ومن خلال "الغَنَّايَة"، كما أشرنا إلى الآلات الموسيقيّة المستعملة في أدائها. في حين افردنا المحورالثاني لتحليل الأغاني المؤدّاة في العرس التقليدي فأثبتنا كلماتها، وشرحنا أساليبها نغما وإيقاعا. وإنّنا إذ نقدّم هذه المحاولة التي لا نزعم استيفاءها لكامل الجوانب، إذ تبقى مجرّد تجربة أولى في طرق باب البحث العلمي الدقيق، نرجو أن تساهم هذه التجربة بالقسط الممكن لها في إنقاذ ما يمكن انقاذه من التراث الشعبي لجهة قليبية وحمام الأغزاز الذي بدا لنا شديد الثراء والتميّز، وعسانا نحفز بعض الباحثين الشبان لاستكمال بعض الجوانب التي لم نستطع لسبب أو لآخر استعراضها في هذا البحث. يتبع

13 janv. 2008

Early, in the morning IV (Orkhan Turki )

Last one of the serie !This one shows some people who stayed all the night at the beach. Some of them still sleeping under the umbrella.