12 déc. 2009

ملحق لمقال: حمام الأغزاز

ملحق لمقال: حمام الأغزاز

الأستاذ: مصطفى بن عمران بلحاج علي

كنت قد قدمت لمحة متواضعة في العدد الأول من مجلة "حولية الإبداع" الصادرة في سنة 2003 حول مدينة حمام الأغزاز. وكانت المواضيع التي تناولتها بالدراسة تتمثل في الموقع والتسمية وأصل السكان وتأسيس المدينة وشجرة أنساب أغزاز حمام الأغزاز. وها إني أتناول مواضيع أخرى علّي أفيد القارئ الكريم أكثر محاولا توضيح ما يبدو أنه غامض لدى بعض القراء:

1. هناك أخبار كثيرة يروجها أبناء حمام الأغزاز مفادها أن لمحمد الطرابلسي الغُزّي مؤسس البلدة أخا اسمه سالم، وأن هذا الأخ دخل معه إلى تونس، وربما استقرّ بجهة القيروان. ويتعللون بوجود لقب الغزي بتلك الجهات. والصحيح أنّ لقب الغزي موجود منذ بداية العهد الموحدي في شمال افريقيا، أي منذ القرن الثاني عشر الميلادي كما ذكرت في الدراسة السابقة بالعدد الأول. وحسب الوثائق الموجودة لدينا والمتمثلة في مضمون تملك بتاريخ 1166 هـ ، فإن "سالما" المذكور هو ابن محمد الطرابلسي الغزي، وهو جدّ المغايزة، وهي كلمة محرفة عن البغايزة. ونطلب من السادة القراء أن يتقدموا بما يثبت خلاف ذلك، ونحن مستعدون لإصلاح الخطإ إن كان هناك خطأ.

2. وحسب وثيقة التملك المذكورة فإن لمحمد الطرابلسي الغزي ابنيْن فقط هما سالم ومحمد وليس أربعة كما يعتقد البعض. كما أنه من خلال شهادة وفاة جماعية، نتيجة وباء سنة 1199 هـ ، يتضح أن لعلي بن عبد الدايم بن محمد بن محمد الطرابلسي الغزي ابن اسمه أحمد. هذا الابن متزوج من امرأة تسمى "رابعية" بنت أحمد بن عبيد (من أصل غير غزي) وأبناؤها يُعرفون بالروابعية، ومن هنا جاءت كلمة "هنشير الروابعية"، لأن رابعية هي وحدها من نجا من الوباء المذكور، فكان نصيبها من الإرث كبيرا، مما جعلها ثرية وتملك جزءا كبيرا من هنشير الحمام.

الحياة الثقافية بالبلدة:

كانت الحياة الثقافية في البداية، ككل البلدان الإسلامية، تعتمد على تحفيظ القرآن الكريم في الكتاتيب. ويقوم بذلك مؤدبون جلبوا من خارج البلدة، أمثال الحاج سليمان محفوظ (من قليبية) والمؤدب أحمد بن سليمان من كفشامي. وهناك مؤدبون من أصيلي البلدة أمثال الحاج محمد المؤدب والشيخ امحمد بن حورية. وتمكن البعض من إرسال أبنائهم لإتمام دراستهم بجامع الزيتونة بالعاصمة، فتخرج العدد الكبير من محصلي العلم أمثال: القاضي أحمد بن عمار الغزي مؤسس الجامع القديم بالبلدة ومقبرة حمام الأغزاز، لأن الأهالي كانوا يدفنون موتاهم بقليبية في مقبرة سيدي علي النوالي. وقد شغل الشيخ أحمد بن عمار القضاء بقليبية سنة 1233هـ، وكان إماما خطيبا بالمسجد القديم. كما شغل شاهد عدل من سنة 1181هـ إلى سنة 1244هـ وعاش أكثر من تسعين عاما.

ومن محصلي العلم المتخرجين من جامع الزيتونة الشيوخ: علي بلحاج رحومة ومَحمد بن حورية ومُحمد بلحاج علي وسليم بن حمودة ومصطفى بلحاج رحومة وغيرهم كثيرون يصعب حصرُهم.

وفي سنة 1930 قررت فرنسا بناء مدرسة ابتدائية في كل من حمام الأغزاز والهوارية فكان لها ذلك في الهوارية، أما أبناء حمام الأغزاز فرفضوها متعللين بأنها وسيلة للفرنسة حيث عن طريقها ستنتشر اللغة الفرنسية والديانة المسيحية، وسيقع الاهتمام بالتاريخ والجغرافيا وتُنتزع الهوية العربية الاسلامية من أبناء البلدة. وتأجّل بناء المدرسة إلى سنة 1952. وكبقية المدن التونسية بُني فيها معهد ثانوي وانتشرت فيها الثقافة العربية والفرنسية والانقليزية وتنوعت الشهادات العلمية بتنوع الاختصاصات. ولا نرى اليوم في حمام الأغزاز أميين إلا نادرا والحمد لله.

29 oct. 2009

حمام الأغزاز: متى سيتم الاعتناء بمدخل المدينة؟

حمام الأغزاز

متى سيتم الاعتناء بمدخل المدينة؟

تعتبر حمام الأغزاز (ولاية نابل) من أهم المدن الساحلية التونسية التي تستقطب في فصل الصيف أعدادا كبيرة من السياح المصطافين التونسيين والأجانب اللذين يزورونها أو يقيمون بها رغبةً في التمتع بجمال شاطئها وبحثا عن الهدوء والراحة والهواء النقيّ.

وقد شهدت المدينة في مدة سابقة (سنة 2004 بالتحديد) نقلة نوعية في مجال البنية التحتية، حيث تمّ في تلك الفترة تعبيد الطريقيْن الرئيسيّتين: الطريق المؤدّية إلى قليبية والأخرى المؤدية إلى الهوارية إضافة إلى وسط المدينة. وحالت الإمكانيات المالية آنذاك دون إتمام تعبيد طريق الشاطئ. كما تم أيضا تركيز شبكة التنوير في أماكن محددة وذات أولوية، وقد أدى هذا الإنجاز إلى تحسين مدخليْ المدينة من الجهتيْن المذكورتين. غير أنّ هذا التحسن كان نسبيا ومرحليا، فالأهالي الذين رحبوا في ذلك الوقت بهذا المكسب الهام وعبروا عن سعادتهم به، أصبحوا اليوم على وعي تام بضرورة زيادة العناية بمدخليْ المدينة لا سيما من جهة قليبية، بل إنّ الفكرة السائدة اليوم بين معظم أهالي حمام الأغزاز هي ضرورة الإسراع بتهيئة المدخل الأساسي للمدينة، أي مفترق قليبية- حمام الأغزاز، وذلك بنصب اللافتات الكافية لإرشاد مستعملي الطريق وتركيز إشارات المرور الخاصة بالاتجاهات وبتحديد السرعة وتخفيضها، وكذلك بتنوير المكان.

والجدير بالذكر هنا هو أنّ مستعملي الطريق من الزوار الأجانب القادمين أول مرة إلى حمام الأغزاز من الجهة الجنوبية الشرقية مرورا بقليبية لا يتفطنون بسهولة إلى المفترق المؤدي إلى البلدة، خاصة إذا كان الوقت ليلا، بل إنّ أكثرهم يتجاوز هذا المفترق ويواصل سيره في اتجاه الهوارية ولا ينتبه إلا إذا وصل إلى المدخل الثاني للبلدة (أي من جهة حمام الجبلي) بعد أن يكون قد أضاع الكثير من وقته ومن وقود السيارة. ومردّ كل ذلك بالطبع إلى غياب الإنارة وغياب إشارات الطريق أو عدم وضوحها.

وليت الأمرَ يتوقف عند هذا الحد، بل إن انعدام الإنارة الكهربائية على مستوى هذا المفترق كان ولا يزال السببَ الرئيسي لمعظم الحوادث الأليمة التي ذهب ضحيتها عدد كبير من الأرواح البشرية من خيرة أهالي المنطقة وشبابها، وهو ما دفع بعض مواطني الجهة من أهل الخير إلى التبرع من أموالهم الخاصة لمعاضدة العمل البلدي، وذلك بتركيز عمود للإنارة في المكان من أجل المساهمة في التقليل من مخاطر الطريق.

ولسائل أن يسأل هنا: هل يمكن للعمل الخيري أن يحل محلّ العمل البلدي؟ الإجابة طبعا بالنفي، خاصة إذا علمنا أن عدم تهيئة هذا المدخل إلى حد الآن راجع في الحقيقة إلى سببين رئيسيين: أولا: قلة الإمكانيات المادية التي تعاني منها بلدية حمام الأغزاز. وثانيا: وقوع مكان هذا المفترق في منطقة حدودية فاصلة بين بلدية المكان وبلدية قليبية.

فمتى سيتمّ الحسم في هذه المسألة؟

مزار بن حسن

جريدة الصباح: 28 أكتوبر 2009

19 sept. 2009

في اختتام البرنامج الثقافي الرمضاني بحمام الأغزاز: شيراز بن حمودة تغنّي "زمان الوصل"

في اختتام البرنامج الثقافي الرمضاني بحمام الأغزاز:

شيراز بن حمودة تغنّي "زمان الوصل"

في أجواء رمضانية استثنائية، وبتنظيم مشترك بين اللجنة الثقافية المحلية بحمام الأغزاز وجمعية الثقافة والفنون المتوسطية بقليبية، أسدل الستار في سهرة يوم السبت الماضي على البرنامج الثقافي الرمضاني "ليالي رمضان" في مدينة حمام الأغزاز، وبالتحديد في "فضاء سيدي عبد السلام الثقافي" حيث مقر اللجنة الثقافية المحلية والجمعيات ذات الصبغة الثقافية بالبلدة. وقد اختار أعضاء اللجنة برئاسة الشاعر مجدي بن عيسى أن يكون الاختتام مصطبغا بألوان موسيقية وغنائية تحت عنوان: "زمان الوصل"، حيث كان لأحباء الموسيقى والغناء العربي الأصيل موعد متميز مع باقة من أجمل الموشحات والأغاني الطربية القديمة والحديثة.

ثلة من العازفين الشبان من الجهة اجتمعوا حول آلاتهم الموسيقية والإيقاعية بقيادة الأستاذة شيراز بن حمودة التي غنّت مجموعة من التواشيح والأغاني لتكون بالفعل ليلة أندلسية متوسطية تصل سحر الماضي بمتعة الحاضر، ليلة مشحونة بالحنين الجامح إلى "زمان الوصل"، زمن التقاء الضفتين المتوسطيتين ولقاء الشرق والغرب.

البرنامج الغنائي للسهرة بدأ بتقسيم في مقام البياتي تلته وصلة في نفس المقام: فيك كل ما يرى حسن- جلّ من قد صورك- يا صاح الصبر وهى مني- بالذي أسكر. لينتهي في الأخير بوصلة تونسية في طبع الحسين وكوكتال للهادي الجويني، أما القطع الأخرى التي أثثت السهرة فكانت متنوعة بين موشح "يا زائري في الضحى" في مقام حجاز كار كردي وموشح "كللي يا سحب تيجان الربى" وأغنية "أحب اسمك" في مقام الجهاركاه، ثم كوكتال من أغاني فيروز في مقام النهاوند، إلى جانب أغنية "حكايتنا" من كلمات وألحان "نجم بن يوسف". كما يمكن القول أيضا إن من بين الخصائص التي صنعت تميز هذه التظاهرة الموسيقية وطرافتها دخول آلة جديدة في الفرقة وهي آلة "السانتور" الوترية التي أتقن العزف عليها الأستاذ غسان بن سليمان ليضفي على الأجواء الموسيقية نكهة خاصة.

وتجدر الإشارة أيضا إلى أن الفنانة شيراز بن حمودة، إلى جانب تمكنها وحذقها لطابع الغناء الأصيل وامتلاكها لصوت عذب، فإنها أيضا تملك موهبة الرسم، فقد تمكن الحاضرون في هذا الحفل من الجمع بين متعتي السمع والبصر باعتبار أن فضاء سيدي عبد السلام الثقافي بحمام الأغزاز يحتضن في نفس الوقت معرضا للوحات الفنانة شيراز، مما زاد من إعجاب الجمهور بها وبقدراتها الفنية المتكاملة، وهذا ما عبر عنه الشاعر نور الدين صمود الذي كان حاضرا في هذا الحفل مع جملة من وجوه الثقافة بالجهة مثل الأستاذ يوسف القريتلي والرسام رؤوف قارة رئيس فرع قليبية لجمعية الثقافة والفنون المتوسطية.

مزار بن حسن

جريدة الصباح الجمعة: 18- 09- 2009

hmazar2001@yahoo.fr

10 sept. 2009

Zaman Al Wasl زمان الوصل

نطمت اللجنة الثقافية المحلية بحمام الأغزاز بالتعاون مع جمعية الثقافة والفنون المتوسطية بقليبيبة، في إطار البرنامج الثقافي: رمضان 2009 حفلا موسيقيا بعنوان: زمان الوصل (موشحات ومالوف) بقيادة الأستاذة شيراز بن حمودة
المكان: فضاء سيدي عبد السلام الثقافي حمام الأغزاز samedi 12 septembre 2009 Une soirée musicale:ZAMAN AL WASL (Mouachahats et Maloufs) avec Shiraz Ben Hamouda et son groupe.
Sidi Abdessalem: Hammem Laghzez

31 août 2009

سهرة موسيقية مع نادي الأمل للموسيقى بحمام الأغزاز

29- 08- 2009: سهرة موسيقية مع نادي الأمل للموسيقى بحمام الأغزاز بقيادة الأستاذة شيراز بن حمودة

27 août 2009

Foire du livre à Sidi Abdesslem: Ramadan 2009

Foire du livre à Sidi Abdesslem: Ramadan 2009
Aspis Editions: Kélibia

مداخلة فكرية بعنوان: الاجتهاد وقضايا العصر للأستاذ رشاد بن سليمان

مداخلة فكرية بعنوان: الاجتهاد وقضايا العصر للأستاذ رشاد بن سليمان
الأربعاء 26- 08- 2009

23 août 2009

سهرة مع فرقة السلامية بحمام الأغزاز

سهرة مع فرقة السلامية بحمام الأغزاز مع تكريم قائدها الشيخ: محمد بلحاج رحومة

البرنامج الرمضاني للجنة الثقافية بحمام الأغزاز

البرنامج الرمضاني للجنة الثقافية بحمام الأغزاز

سيدي عبد السلام

· 22- 08- 2009: سهرة مع فرقة السلامية بحمام الأغزاز.

· 24- 08- 2009: افتتاح معرض رمضان للكتاب بسيدي عبد السلام: (دار أسبيس للنشر والتوزيع).

· 26- 08- 2009: مداخلة فكرية بعنوان: الاجتهاد وقضايا العصر للأستاذ رشاد بن سليمان.

· 29- 08- 2009: سهرة موسيقية يُحييها نادي الأمل للموسيقى بحمام الأغزاز بقيادة الأستاذة شيراز بن حمودة.

· 02- 09- 2009: مداخلة فكرية: قيمة الزمن في القرآن الكريم: للأستاذ محمد بن الهادي بن حسين.

· 06- 09- 2009: سهرة شعرية مع مصاحبة موسيقية للأستاذ: غسان بن سليمان.

· 12- 09- 2009: سهرة موسيقية: وصلة موشحات ومالوف بقيادة الفنانة: شيراز بن حمودة.

22 juil. 2009

أيام محمد فوزي الغزي الشعرية: من 24 إلى 26 جويلية 2009

بمناسبة الذكرى السابعة لرحيل الشاعر محمد فوزي الغزي، تنظم اللجنة الثقافية المحلية بحمام الأغزاز الدورة الأولى من "أيام محمد فوزي الغزي الشعرية" برنامج الدورة : الجمعة 24 جويلية 2009: س 19: الافتتاح: • معرض وثائقي: مسيرة محمد فوزي الغزي الشعرية. • معرض إصدارات أبناء الجهة: أصوات حمام الأغزاز. • عرض موسيقي لفرقة نادي الأمل للموسيقى بسيدي عبد السلام. السبت 25 جويلية 2009: س 19.30: • مداخلة حول تجربة محمد فوزي الغزي من خلال شهادة الدكتور "لطفي عيسى". • مداخلة حول مجموعة "آران خويز أو رجل المعراج" للشاعر مجدي بن عيسى. • نقاش. س 20.30: سهرة شعرية وموسيقية مع الشعراء: "مراد العمدوني- جمال الجلاصي- محمد بلحاج علي" ومع عازف السانتور: الأستاذ "غسان بن سليمان". الأحد: 26 جويلية 2009: 19.30: • مداخلة حول مساهمة الشاعر محمد فوزي الغزي في الشعر التونسي الحديث من خلال شهادة الأستاذ "جون فونتان". • شهادة على الأيام الأخيرة من حياة محمد فوزي الغزي الأدبية للأستاذ مزار بن حسن. • سهرة شعرية بمشاركة الشعراء: "مجدي بن عيسى- قيس المرابط- شوقي العنيزي" مع مصاحبة موسيقية

9 juin 2009

تاريخ حـمّام الأغـزاز: الأستاذ: مصطفى بن عمران بلحاج علي: الجزء الخامس:

تاريخ حـمّام الأغـزاز: الأستاذ: مصطفى بن عمران بلحاج علي

الجزء الخامس:

قدوم الجد الأول إلى حمام الأغزاز:

من خلال ما قدّمنا من شواهد، يتأكد وجود الأغزاز في شمال إفريقيا وفي تونس بالذات منذ القرن السادس الهجري: (الثاني عشر الميلادي) أي منذ بداية العهد الموحدي في تونس.

أما عن قدوم الجد الأول لحمام الأغزاز: محمد الطرابلسي الغُزّي، فقد ذكرت أهم الروايات المتواترة عن الأجداد أنه كان قبل مجيئه إلى تونس موجودا في ليبيا. ولا تذكر الروايات أين كان قبل ذلك، وإنما هناك إشارات إلى أنه أصيل طرابلس لبنان، وقد جلب منها غراسة الأشجار المثمرة (العود الرقيق)، وذلك باعتبار جهل سكان طرابلس ليبيا لهذا النوع من الغراسات. كما لا يوجد ما يدل على تواجد الأندلسيين بحمام الأغزاز قديما حتى نقول ربما جاء العود الرقيق إلى حمام الأغزاز عن طريق الأندلسيين الذين هاجروا إلى تونس. ثم إن حمام الأغزاز رغم صغر حجمها وضيق سهولها كانت تمول أسواق الجهة بغلالها وثمارها، وفي كثير من الأحيان تروج هذه الثمار في تونس العاصمة بكميات كبيرة عن طريق التجار المروجين للغلال والخضر.

من هنا يمكن تصديق الرواية القائلة بأنّ أصل محمد الطرابلسي الغزي هو طرابلس لبنان، وذلك قبل أن يستقرّ بليبيا.

أما استقراره بليبيا ردحا من الزمن فكان صحبة أخ له اسمه: "سالم". وقد استطاع الأخوان امتلاك أرض زراعية بالجبل الأخضر في ليبيا، ويرجح البعض أنه كان ثريا، وربما كان من عائلة مالكة في طرابلس لبنان.

ويذكر أهالي حمام الأغزاز عن أجدادهم بالتواتر أن هؤلاء الأجداد كانوا يسافرون إلى ليبيا سنويا لجلب محصولهم الزراعي من الجبل الأخضر المذكور، ويؤكدون أن آخر سفرة قام بها أحد الأجداد "الحاج صالح" منذ حوالي مئة وخمسين سنة، وكانت الرحلة الأخيرة، لأن سفينة الحاج صالح المؤجرة، والتي انطلقت من ميناء قليبية محملة بالتوابل وببضائع أخرى، تعطلت في خليج قابس عندما كانت في طريقها إلى ليبيا، وغرقت وغرق هو معها مع ما يملك من وثائق تخص ممتلكات الأغزاز في الجبل الأخضر بليبيا.

ومهما يكن من أمر فمحمد الطرابلسي الغزي لا يمكن أن يكون إلا واحدا من الأغزاز القادمين من الشرق واللاحقين بمن سبقوهم من قبل منذ العهود البعيدة.

وتذكر الروايات المتواترة عن أجداد حمام الأغزاز أن محمد الطرابلسي الغزي لم يأت وحده من الجبل الأخضر بليبيا إلى تونس، بل كان يصحبه أخ له اسمه سالم واستقرّ هذا الأخير في جهة "بني حسان". ولعل من ذرية هذا الأخير، كما يذكر الرواة، أغزاز جهة القيروان. ويؤكد أهالي حمام الأغزاز أن جدهم محمد الطرابلسي الغزي لما جاء إلى تونس حلّ بـ"بني خيار" قرب نابل، وهناك تزوج امرأة من عائلة "بو عجينة" وأنجب منها أبناء وكوّن ثروة هناك. وفي أحد الأعياد قصد جزارا لشراء اللحم لعياله، لكنه وجد صفا، فنادى من خلف الصف مطالبا الجزار بتقديمه اللحم قبل غيره، لكن الجزار قال له: "ترقب دورك"، وآثر عليه أهل البلاد، فثارت ثائرته معتبرا ذلك إهانة له. وعندما رحل من "بني خيار" إلى "جبل كزدغلي" قرب برج قليبية حيث كان يرابط جيش من الأتراك آنذاك. ومنها انتقل إلى "سيدي بوبكر" شمالي حمام الأغزاز حاليا، وهناك تعرف على أهل هنشير الحمام الأصليين الذين كانوا يستقرون بسفح مرتفع وزدرة، وامتلك أرضا بالقسم الجنوبي من الهنشير عن طريق الشراء. وتقول الرواية إنه امتلك جزءا آخر من الهنشير عن طريق الإهداء، واستقر نهائيا قرب عائلة بن فرج الليبية الأصل، وكانت عائلة الغزّي أول نواة لبلدة حمام الأغزاز.

سكان حمام الأغزاز:

نحن الآن في مفتتح الألفية الثالثة من التاريخ الميلادي، وعدد سكان حمام الأغزاز المدينة فقط، كما تقول الإحصائيات يقدر بحوالي ستة آلاف نسمة، ينتمي نسبهم جميعا إلى الجد الأعلى محمد الطرابلسي الغزي باستثناء بعض العائلات مثل عائلة بن فرج والقريوي اللتين كانتا من أصل ليبي، وهما موجودتان قبل مجيء محمد الطرابلسي. وعائلات: الجنحاني (حمّه) وريدان وعبيد وبن عرفي وبن زريبية وعجاج، كل هذه العائلات من قليبية. أما عائلة القربي فهي من قربة، وأصلها قبل ذلك من المغرب.

تاريخ التأسيس:

اعتمادا على تاريخ ولادة الشيخ الحاج رحومة (1222هـ)، وعلى الأجيال السبعة التي سبقته، والتي تقدر بالسنوات (210 سنة) فيكون تاريخ تأسيس حمام الأغزاز حوالي سنة 1012هـ، أي مضى على تأسيس حمام الأغزاز في سنة1422 حوالي 410 سنوات.

4 juin 2009

الطيب بن الطالب حسين بلحاج رحومة: وثيقة نادرة

الطيب بلحاج رحومة يطلب من الباي رخصة لتولي مشيخة الزاوية القادرية في حمام الأغزاز، وفي ما يلي نصها: بسم الله الرحمان الرحيم وصلى الله على سيدنا ومولانا النبي الكريم. ربنا ولا تُحمّلنا ما لا طاقة لنا به واعفُ عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين الحمد لله ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين لدى شرف سيدنا الأمير، منبع العز وبحر الخير، غيور على المظلوم ويكرم الفقير، ناصر المقهور ويشيل الحقير، ألا وهو السراج المنير، مقترن بعواطف البشير النذير، صاحب الحنانة والبشاشة، سمو الأمير سيدنا احمد باشا. سدد الله أعماله، وبلّغه من الدارين آماله. بعد أداء السلام الواجب في كامل الاحترام، بسط الله عليكم جزيل الإنعام، بجاه سيدنا محمد بدر التمام، عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام. نطلب من مشامخ فضلكم أن أكون شيخا على زاوية دشرة حمام الأغزاز، مشيخة قليبية عمل نابل، عوض والدي رحمه الله. وقد كان والدي من قبلي شيخها وأسس فيها بناءات وكتابا بذمة القرآن العظيم وغير ذلك. وكما تكون للصالح من ذرية ذريتي وللقارئ منهم إلى أن يرث الله الأرضَ ومن عليها. عطف الله عليكم غوثها الفضل الرباني والقطب الوحداني سيدي عبد القادر الجيلاني نفعنا الله وإياكم ببركاته، آمين بجاه جدّ الحسنين. والسلام من محررها: الطيب بن الطالب حسين بن الحاج رحومة الغزّي، مُعلّم في القرآن العظيم بالمدرسة القرآنية نهج سيدي بن عروس، محلّ السكنى: نهج سيدي عبد السلام: عدد 13. في حفظ الله دمتم: في 8 ذي الحجة من سنة 1347 هـ (السبت 18 ماي 1929)

27 mai 2009

الذكرى السابعة لوفاة الشاعر محمد فوزي الغزي: شهادة على الأيام الأخيرة قبل وفاته

ملاحظة: نشر هذا المقال في نشرية "حولية الإبداع" الصادرة عن اللجنة الثقافية بحمام الأغزاز سنة 2003 إنّ ما جمعني بالصديق الراحل الشاعر "محمد فوزي الغزي" منذ أن عرفته (فكرا وأدبا) أقوى وأمتن من أن يمرّ بسرعة ويسر ويسقط من يد الزمن كأن شيئا لم يكن. لا سيما ما كان بيننا في الأيام الثلاثة التي سبقت رحيله عنا، وما جرى من حديث المسامرة في فترة استثنائية من عمره الذي لم يطل. هي الفترة التي جاءت لتفصل ما بين ظهور ديوانه الثالث: "آران خويز أو رجل المعراج" وبين حادث وفاته المفاجئ. لقد كان بيته قبلةً للمثقفين من أصحابه ومريديه، يختلفون إليه ويحادثونه ويسامرونه ويألفون مجلسه ويشوقون إليه كلما بعدوا عنه. في يوم السبت 25 ماي 2002، ذهبت إليه ليلا فوجدته جالسا وحده ينتظر مجيئنا ويستمع إلى الراديو. بقيت أستمع إلى ما يقوله فوجدته محبطا كعادته قبل ذلك اليوم. فقد مضى على صدور كتابه الجديد زمن ولم يلق حظه من الإعلام كما كان يتوقع، لا سيما أن الدار التي صدر فيها والسلسلة التي ظهر بها يفترض أنها موثوق بها متفق على صرامة اختياراتها. أضف إلى ذلك أنها تنشر أول مرة في تاريخها شعرا تونسيا. قال لي إن ما قيل عن الكتاب الى حد ذلك الوقت ليس إلا من قبيل الإشارة العابرة والتلميح من بعيد، وهو لا يعدو مجال الإخبار بالعنوان واسم الشاعر ودار النشر. حاولت عبثا أن أقنعه أن الأمر طبيعي ليس فيه من غرابة وأنه ليس استثناء من غيره، لكنه لم يبد اهتماما لما أقوله، بل ذكر لي أن هناك أطرافا معينة في الساحة الثقافية التونسية لا تريد أن ينال الديوان حظه الكافي من الاهتمام. تناولت جريدة القدس العربي البريطانية لأقرأ له عناوينها ومجمل ما جاء فيها كدأبنا قبل ذلك في كل ليلة تقريبا: الصفحة الأولى: "اغتيال نجل جبريل يعيد شبح الاغتيالات في لبنان" "بوش يبدأ حملة لحشد الدعم لضرب العراق" الصفحات الداخلية: "اسرائيل تسرع أعمال إنشاء سياج أمني وتقطيع الضفة الغربية" "تكثيف الاستيطان اليهودي في محيط القدس" "المعارِضة الأردنية توجان الفيصل تقرر ترشيح نفسها للانتخابات من داخل السجن"... طبعا لم يكن وقع هذه العناوين، بمضحكاتها ومبكياتها أقل مضاضة على نفسه من الاستياء النفسي الأول... أسرعت إلى الصفحة الثقافية لتدارك الأمر وتغيير الوجهة، فإذا بمختارات شعرية للشاعر الاسباني: "خوسيه أنخيل فالينتي" قام بترجمتها إلى العربية "خالد الريسوني". قرأتها عليه فأعجبه المقطع الأخير منها بعنوان: "صيغة كاتولو" وهو: "تغريدٌ قصير صاف يُحيي من خلاله الطائر العزيز عودتكِ حبيبتي فليزده قلبك يا هذا العصفور الصغير الخفقان العذب من مادة بالكاد رنانة والذي يغني قلبه وعيناه الشعر الفاتن المعقود طويلا يد المحبوبة حيث ينبض رأسك مستلذّا في حنان. أنت تجهل أن الحب حِمل صعب وتغني برقّة تحت النور المعشوق، لكن، هناك بعيدا سماء طليقة، جذلى حيث الطيور تحلّق مغتبطة يصرعني الحب ويغني. تغريد يُشعل هواء عودتك أيتها المحبوبة، مدن، أنهار أجساد مغمورة في النهار وقاس مثل النور يدمرني الحب، لكن، فلتحفظي أيتها الآلهة لأجلي أسرارَ الغناء." (انتهى) هذه آخر قصيدة من الشعر الحديث قرأها الشاعر في حياته على ما أعتقد. اتفقنا بعد هذا أن نقرأ "نشيد الأنشاد" النص التوراتي المشهور الذي ذكرتنا به هذه القصيدة لنكتشفه من جديد. كانت الساعة آنذاك تشير إلى الثانية والنصف صباحا على ما أذكر، وكان ينصت إليّ في خشوع، فكلما شدّه معنى أو أعجبته صورة تململ في مكانه وتمايل لها طربا ونشوةً من دون أن ينطق بكلمة. غير أنه لم يتمالك نفسه حينما وصلنا إلى قول سليمان النبي يصف تلك المرأة (شولمّيث): "شعرك كقطيع ماعز منحدر من جبل جلعاد... أسنانك كقطيع مجزوز خارج من الاغتسال". حينئذ خرج من صمته واستوقفني ليكرر ما سمعه مستعذبا ومستلذا. كرّر هذا الكلام ثم قام من كرسيه واتجه نحو المطبخ يطلب علبة سجائر. لم تفارق العبارة لسانه إلى أن عاد وأخرج سيجارة جديدة وأخذ يعالجها قبل أن يشعلها ويلج عالم التوراة من جديد. افترقنا في تلك الليلة على أن يكون اللقاء في الليلة المقبلة، كما اتفقنا على أن نواصل قراءة نصوص توراتية أخرى. في ليلة يوم الأحد 26 ماي 2002 وجدته متهيّئا كله لهفة إلى متعة القراءة والاكتشاف. اقترحت أن أقرأ عليه شيئا من سفر أيوب، فأظهر عدم رغبته لقرب عهده بقراءته، فاتفقنا على قراءة سفر "مراثي إرميا"، ومضينا في ذلك إلى أن أوشكنا على الإصحاح الرابع فانتبهت آنذاك لأني قد أسأت اختيار النص، ذلك أن النفس التراجيدي الرثائي الذي يغمره قد أعاده إلى جوّ اليأس الذي كان فيه قبل يومين، حتى إذا كان الإصحاح الرابع قرأت له: "كيف اكدرّ الذهب وتغير الابريز؟" فاستوقفه وظلّ يرددها، ففهمت أنه يريد أن نكتفي بهذا القدر مما قرأناه. قال لي ما معناه: إن هذا الصوت سيكون حاضرا مسموعا في ديواني المقبل لم أنتبه كثيرا إلى ذلك الكلام، ولكني بقيت عاجزا إلى حد الآن عن فهم المقصود منه. هذا آخر ما كان بيني وبين الشاعر الصديق محمد فوزي الغزي، حاولت جاهدا أن أنقله كما رأيته وسمعته. ليكن شهادة شخصية لآخر أيام الشاعر، "للعشاء الفكري الأخير" من حياته، ذلك العشاء الذي أبى فيه إلاّ أن يصرح بنبوءته الأخيرة عن اللذين "أنكروه وعبسوا في وجهه وتولّوا عنه" ليتركوه وحيدا يتحسس طريقه بيده مثلما يتحسس "إرميا" النبي ما تبقى من طرقات أورشليم الخربة المدمّرة. كانت وفاته- رحمه الله- بعد ظهر يوم الثلاثاء 28 ماي 2002. فارقنا إلى غير رجعة وترك فينا عبرةً وجمعا قد تفرّق.

24 mai 2009

C’est la femme: Exposition personnelle de Shiraz Ben Hammouda

C’est la femme: Exposition personnelle de Shiraz Ben Hammouda Du 22 au 31 mai 2009
Sidi Abdesslem Hammem Laghzez
C’EST LA FEMMELa femme, pour la bonne et simple raison qu’elle est une véritable et inépuisable source d’inspiration de part son implication, sa force, son abnégation au quotidien qui force l’admiration…
Donc voilà, j’ai souhaité vous faire découvrir son monde où elle est partagée entre les moments de bonheur et de peine :En somme modestement cet univers, constitué de toiles, de broderie, de poterie et un ensemble d’objets décoratifs…que je vous laisse admirer.
Shiraz Ben Hammouda

25 avr. 2009

مقام سيدي عبد الله بو مجّاد المهذبي

مقام سيدي عبد الله بو مجّاد المهذبي (توفي في أواخر القرن العاشر الهجري/ السادس عشر ميلادي يرجح أنه كان قائدا عسكريا ساهم في مقاومة الغزو الاسباني لتونس وتحرير قلعة قليبية

22 mars 2009

تاريخ حـمّام الأغـزاز: الأستاذ: مصطفى بن عمران بلحاج علي

تاريخ حـمّام الأغـزاز: الأستاذ: مصطفى بن عمران بلحاج علي

الجزء الرابع:

قدوم الأغزاز إلى المغرب العربي:

قال امين توفيق الطيبي، وهو أستاذ بجامعة اكسفورد، في دراسة له عن الأغزاز وقدومهم إلى بلاد المغرب: "كان الموحدون أولَ دول المغرب استخداما للغز في جيوشهم، لا سيما على عهد ثالث خلفاء الموحدين أبي يوسف يعقوب المنصور (من 1184 إلى 1190) بعد أن قدم من مصر المغامر الأرمني الأصل: "شرف الدين قراقوش" الملقب بالغزّي على رأس فرقة من الأغزاز سنة 568 هـ (1172 م) على عهد صلاح الدين الأيوبي. وتمكن بالتحالف مع بني غانية (من فلول المرابطين) من انتزاع معظم البلاد التونسية من أيدي الموحدين.

وبأحواز قفصة هُزم الجيش الموحدي على أيدي الأغزاز والموارقة (15 ربيع الثاني 583 هـ: أفريل 1187م).

وذُكر الغز في جيوش الدولة التي أعقبت الموحدين في بلاد المغرب بعد منتصف القرن السابع الهجري (الثالث عشر الميلادي) كبني مرين في فاس وبني عبد الوادي (بني زيان) في تلمسان والحفصيين في تونس.

واشتهر الغز ببراعتهم في رمي النشاب والنبال، وقد أغدق عليهم الموحدون العطايا الكثيرة دون غيرهم.

قال أبو حمو الزياني في كتابه: "واسطة السلك في سياسة الملك": "وكان مماليك الملك الحفصي: الأعلاج والنصارى والأغزاز والوصفان، ودور هؤلاء احتياطي لقمع كل عصيان".