24 janv. 2013

في حمام الأغزاز حيثُ استعملت الطائراتُ رشاشاتها



في حمام الأغزاز حيثُ استعملت الطائراتُ رشاشاتها
الأرض التي طهّرها جند اللفيف الأجنبي من المنازل والمُؤن والمَتاع
 (جريدة الصباح: السبت 9 فيفري 1952)
حمام الأغزاز هي بلدة صغرى تبعد عن قليبية بأربعة كيلومتر. اشتهر أهلها بالبسالة والنشاط والحزم والوطنية الوقّادة. ولعل هذه الأسباب هي التي جعلت القوات العسكرية تستعمل ضدها جميع أنواع الأسلحة وحتى الطائرات.
في يوم الجمعة [25 جانفي 1952] كانت الطائرات تحلّق في سماء حمام الأغزاز والحومة الحمراء بقليبية فتقترب من السطوح وتطلق رصاص رشاشاتها على المنازل وفي الشوارع. لذلك يُمكنك أن تشاهد بسقوف جميع الديار ثقوبا تنفخ فيها الرياح وتخترقها أشعة الشمس وبجميع الأبواب والجدران وحتى في صومعة المسجد، وبداخله آثار الرصاص.
أما الدكاكين فقد أُتلف جميع ما فيها وأُلقيت بداخل بعضها قذائف يدوية لا تزال آثارُ انفجارها.
وقد فُتّشت جميع الديار في مغيب الرجال الذين حُشدوا بمكان منعزل، وأُتلف جميع ما فيها من مؤونة ومتاع. كما وقعت اعتداءات على بعض النسوة.
ونُسفت ديار السادة: حسين بن حسن [الحجام]- محمد بن سليمان- احمد بن عمارة بن سليمان [الطالب احمد]- سالم القربي.
شهداء حمام الأغزاز:
وقُتل أثناء هذه العمليات الشهداء:
·       عبد الله بن حسين بن حسن الذي عُثر على جثّته خارج البلدة في المساء، وقد ألقي عليه القبض في صباح نفس اليوم.
·       محيي الدين بن البشير بلحاج رحومة الذي عُثر على جثته في الطريق.
·       المرأة زوجة البشير بن حسين التي استُشهدت بعد ما فتحت باب دارها وفرّت عند رؤية الجنود.
وصرح شيخ وقور عمره 72 عاما فقال: "لقد قتلوا ابني ونسفوا منزلي وأتلفوا جميعَ ما لديّ. ولكنّي والله لستُ آسفا لا على ذا ولا على ذاك، لأنّي شاركت بهما بقسطي في تحرير هذا الوطن الذي نفديه بالأرواح والأموال. إنّي أحمد اللهَ على نعمته ولا أتمنّى إلا شيئا واحدا وهو أن يمدّ في عمري حتى أرى بلادي حرّة مستقلّة".
جريدة الصباح: السبت 9 فيفري 1952، ص 2
تحقيق: مزار بن حسن