16 mai 2013

الشّاعر فرج بن عرفي (1881- 1963)


الشّاعر فرج بن عرفي (1881- 1963)


هو فرج بن الحاج أحمد بن الحاج سليمان بن الحاج فرج محفوظ. ينتمي إلى عائلة علم وتربية وتعليم يرجِعُ أصلُها إلى المُؤدّب الحاج فرج محفوظ القصريّ الذي أتى به القاضي أحمد بن عمار بن عبد الدّايم الغُزّيّ (تُوُفِّيَ سنة 1828) إلى حمام الأغزاز من قليبية حوالي سنة 1784 لتدريس أبناء البلدة القرآن الكريم. لذلك لقّبه الغُزّيّة بـ"عرفي"، أي مُعلّمي، احتراما لوظيفتِه التّربوية ومكانتِه العلميّة. وقد وُلد شاعِرُنا فرج بن عرفي بحمام الأغزاز في 8 أفريل 1881. وأمُّه هي فطّومة بنت الحاج امحمد بن علي بن عبيد.
اشتغل مع إخوتِه بفلاحة الأرض التي تملكُها عائلتُهم وخاصّة "غرس البَنْية" الذي تفنّن في العناية به وبأشجاره المُثمِرة ونباتاتِه النّادرة التي كان فلّاحو الأغزاز يُتقِنون زراعتَها وخدمَتَها مثل الزّعفران والآس وشجرة "الزّيزفون" التي ما زالت موجودة إلى الآن في هذا "الغرس".
وكان أيضا كغيره من الغُزّيّة في ذلك الوقت مولعا بالصّيد البرّي بكافّة أنواعِه، وخاصّة صيد السّاف وتربيته (البَيْزرة). كما كان يشارك أصدِقاءَه من الصّيّادين في إقامة "الصّفّ" ضدّ الذّئاب: وهي طريقة صيد جماعيّة تقوم على إخافة الذّئاب وطردِها ثمّ اصطِيادِها نظرا إلى ما كان يُسبّبه الذّئب آنذاك من أضرار للماشية التي ترعى على سفوح جبل "وزدرة". و"الصّفّ" هو مناسبة احتفاليّة يشارك فيها الشّباب وتحدُثُ فيها المغامرات والطّرائف والنّوادر التي تكون في ما بعدُ موضوعا لنظم الأشعار والتّنافس بين الشّعراء في ما بينهم.
وللأسف ضاع كثير من شعر فرج بن عرفي، وما زالت رحلةُ البحث عن بقاياه متواصِلةً. ولعلّ أشهرَ "الملزومات" التي ما زالت محفوظة في الذّاكرة الشفوية الغُزّيّة هي الملزومة التي قالها ساخرا من غريمه الشّاعر مُحمد موسى مُعتَبِرا إيّاه فلّاحا فاشِلا ومطلعها:

الحاج موسى يخترع   خذي سانية قطانية ودرع   طلع الجذر قد الصبع  والبوشريك غزير
ولكنّ الردَّ كان قاسِيا من محمد موسى إلى درجة تهديده بالسّلاح إن واصلَ هِجاءَه وسُخريتَه. وسنقوم لاحقا بنشر هذه الأشعار عند الحديث عن الشّاعر محمد موسى.
إلى جانب ذلك كان فرج بن عرفي أيضا معروفا في حمام الأغزاز بتقويم الأعضاء، فهو الذي يقوم بتجبير الأعضاء المكسورة باستخدام القصب والقماش وغير ذلك من الوسائل التّقليديّة.
توفّي فرج بن عرفي في 17 مارس 1963 أثناء وجوده بقربص للاستحمام والاستشفاء بالمياه المعدنيّة، وقد خلّف من الأبناء خمسَ بناتٍ وأربعةَ أولاد.

مزار بن حسن