المدمّرة بعد أكثر من 70 سنة من غرقها. تصوير: أنيس
التونسي
في يوم 6 أفريل من
سنة 1942 جنحت الباخرة الحربية الانجليزية (أو المدمِّرة Destroyer) HMS Havock
(H43) إلى شاطئ سيدي منصور وعلقت برماله معلنة انتهاء
رحلتها التي لم تدم طويلا منذ تاريخ صنعها بمدينة Dumbarton
السكتلندية يوم 16 جانفي 1937، وقد كلفت الجيش البريطاني آنذاك 248470 جنيها
استرلينيا.
"هافوك"
هي التسمية الجرمانية لكلمة: « Hawk » الانجليزية وتعني: طائر "الباز"
أو "البرني". في حمام الأغزاز يُطلق عليها الآن اسم "المدرّعة"
(Cuirassé) وقديما كانت
تُسمّى "السكادرة" ((L’escadre. يبلغ طول هذه المدمِّرة
98.5 مترا وعرضها 10.1 مترا وترتفع عن سطح البحر 3.8 مترا. وتصل سرعتها إلى 68 كلم
في الساعة رغم أنها قادرة على حمل 1913 طنا من الأسلحة والذخيرة والمؤونة.
HMS Havock (H43)
بدأت رحلة "هافوك" مع الحرب الأهلية الاسبانية التي انتهت سنة
1939. كما ساهمت في ملاحقة السفن الألمانية في المحيط الأطلسي في الأيام الأولى من
الحرب العالمية الثانية. ثم شاركت في "حملة النرويج" بين أفريل وجوان
1940 قبل أن تدخل إلى البحر الأبيض المتوسط لحماية مجموعة من السّفن المتّجهة إلى
مالطة. كما شاركت أيضا في معارك أخرى في اليونان ومعركتي سرت الأولى والثانية
(ديسمبر 1941- مارس 1942) وتعطبت مرات كثيرة لعلّ أكثرها خطورة هو الذي حصل يوم 3
أفريل 1942 جراء غارات جوية قامت بها قوات المحور. عندها قرر ربان السفينة: " Geoffrey Robert Gordon Watkins" أن ينتقل إلى
"جبل طارق" لإصلاحها ومتابعتها هناك. لكنّ السّفينة جنحت به يوم الاثنين
6 أفريل 1942 وعلقت برمال سيدي منصور، وتحديدا في التموقع التالي:
36°52′18″N
11°8′24″E.
صورة المدمرة وهي عالقة بسيدي منصور في 1942
وعندما خرج
النّاجون منها (وكلهم من الانجليز) اعتقلتهم قوات الجندرمة الفرنسية التي كانت
تابعة آنذاك لحكومة "فيشي" الموالية للنّازيّين وعاملتهم معاملة سيّئة
ثم قادتهم إلى سجن "الأغواط" بالجزائر ومكثوا هناك إلى أن استرجع
الفرنسيون بلادهم من الاحتلال الألمانيّ.
وتُظهر
الصورة الثالثة أعلاه أنّ السفينة تعرضت لتفجير في مقدمتها من الأسفل. وقد أكّدت
لنا الروايات الشفوية التي يرويها لنا كبار السّنّ في حمام الأغزاز أنّ ربّان
السفينة هو الذي قام بذلك بنفسه. كما أفادوا لنا أنّ الجزء الخلفي الذي يبدو في
الصورة مستقلّا عن السفينة إنما هو مروحتها (Hélice) وقد انفصلت عن
البقيّة.
وقد استغلّ
شباب حمام الأغزاز آنذاك الفرصة للدخول إلى المدمّرة واستكشافها واستخراج ما بها
من المعدّات والأسلحة والذخيرة لاستخدامها في ما بعد في الصيد البحري وفي عمليات
مقاومة المستعمر. كما استُخرج منها الوقود بكميات كبيرة، باعتبار أنّ سعة خزّانها تصل
إلى 480 طنّا من "المازوط" كما تقول المصادر المكتوبة. ومثلت أيضا موردا
هاما للنحاس الذي كان مطلوبا في السوق السوداء آنذاك.
صورة من القمر الصناعي للمدمّرة في شاطئ سيدي منصور
مزار بن حسن
المصادر:
2 commentaires:
Bonjour, l'épave qui existe actuellement devant Ras Mellah n'est pas celui du HMS HAVOC. A mon avis vous avez tord.
Je pense bien que c'est le PT-203 (Petit bateau Torpilleur anglais), j'ai mes références (un texte qui décrit minutieusement ce qui s'est passé devant ras mellah)
En plus j'ai visité l'épave et il est d'un petit bateau ç'a n'a pas la taille du HMS Havoc.
Ahla bik. Premièrement les PT (Patrol Torpedo) sont des vedettes-torpilleurs qui appartiennent à l'armée américaine (US-Navy) et non pas anglaise.
De plus,moi aussi j'ai mes références qui sont nombreuses et bien indiquées en bas de l'article. J'en présente une seule pour justifier ma thèse: http://tools.wmflabs.org/geohack/geohack.php?pagename=HMS_Havock_%28H43%29¶ms=36_52_18_N_11_8_24_E_
Il suffit de cliquer et appliquer le zoom pour localiser le lieu exacte.
Enfin la taille du destroyer ne reste plus la même avec le temps et les facteurs naturels.
Enregistrer un commentaire