سِرُّ
تسمية "غريب" و"غريبة" في حمّام الأغزاز؟
تسمية الأولاد بـ
"غريب" والبنات بـ"غريبة" من الظّواهر الفريدة والغريبة في
حمّام الأغزاز، تعود جُذورُها إلى بداية الخمسينيّات من القرن العشرين، عندما
تأثّر كثير من الغُزّيّة بشخصيّة المناضل "الرّائد محمّد غريب البجاوي"
الذي استُشهِد أثناء معركة الجلاء ببنزرت.
وترجع علاقة الغُزّيّة بهذه
الشّخصيّة إلى علاقة المصاهرة التي كانت تجمع أباهُ "حميدة البجاوي"
بعائلة "ريدان" من حمّام الأغزاز، وقد تكوّنت صداقة متينة بين
"حميدة" المذكور وبين معظم أبناء البلدة، حيث كان يصحبُهم في رحلات
الصّيد البرّيّ والبحريّ في "سيدي داود" وغيرها...
وقد كان "محمّد غريب بن
حميدة البجاوي" يشارك أباه بعضَ هذه الرّحلات وهو حينئذ طالب بمدرسة
"سان سير" العسكريّة بفرنسا (بين سنتيْ: 1951 و1953) فعرفه الغزّيّة
واكتشفوا شخصيّتَه وأُعجِبوا بذكائه الوقّاد وروحِه النّضاليّة، حيث كان خَدومًا
مُتواضِعًا كلّما احتاجوه في شيء وجدوه أمامَهم طائِعًا غيرَ مُستنكِفٍ من العملِ
مهما كان نوعُه، وكلّما كلَّفوه بمُهمّة أدّاها على أكملِ وجهٍ دون تردُّدٍ أو
كسلٍ، فقد كان يجمع لهم الحطبَ ويطهو الطّعامَ والشّاي ويغسل الثّياب والأواني
وغير ذلك من الأعمال اليوميّة.
ومنذ تلك الفترة قرّر بعض
الغُزّيّة تسميةَ أولادِهم الذين أنجبوهم في تلك الفترة بـ"غريب" أو
"محمّد غريب". ومنهم مَن انتظرَ ولَدًا فأنجبتْ له امرأَتُه بنتًا
فسمّاها "غريبة". وبقي الأمرُ هكذا إلى أن عاد "الرّائد" من
فرنسا ودخل في صفوف الجيش التّونسيّ منذ تأسيسه سنة 1956 ثمّ عُيِّن قائدا
للمدفعيّة التّونسيّة.
شارك بعد ذلك في معركة الجلاء
في بنزرت وأبدى مقاومةَ الأبطال واستماتةَ الشّجعان في الدفاع عن كرامة الوطن إلى
أن استُشهِد في ميدان المعركة يوم الجمعة 21 جويلية 1961.
وقد شُيِّع الفقيد في جنازة
وطنيّة مهيبة انطلقت من ساحة الحكومة بالقصبة بحضور الرّئيس "الحبيب
بورقيبة" الذي أسند له أثناء موكب الجنازة الوسام العسكريّ ووسام الاستقلال.
عائلة البجاويّ ما زالت إلى
حدّ اليوم مُتعلِّقةً بحمّام الأغزاز ويملكون منزلا قريبا من الشّاطئ يأتونه في فصل
الصّيف وفي سائر العطل والمناسبات.
المصادر:
- Commandant EL BEJAOUI (facebook)
-
مصادر شفويّة.
مزار بن حسن
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire