16 févr. 2008

بعض العادات والتقاليد بحمام الأغزاز: نادية بن حمودة

بعض العادات والتقاليد بحمام الأغزاز
نادية بن حمودة

نُشر هذا المقال في مجلة "القلم" التي يصدرها المعهد الثانوي بحمام الأغزاز: العدد 4 سنة 1988. وقد قررنا إعادة نشره في "دمنة" (مع بعض التعديلات) عسى أن يكون ذلك حافزا لتعميق البحث مستقبلا في تراث الجهة
1- الفال:
هو اعتقاد من المعتقدات المتوارثة منذ الجاهلية تقوم بها الفتيات ليلة رأس السنة الهجرية أو "ليلة قسام الارزاق"، وتتمثل في أن تأخذ الفتاة
كمية من الرماد وتضع فيه حبة من القمح ثم تخلط ذلك الرماد بالماء ثم تقسمه الى سبع قطع على شكل كرة. وبالطبع هي لا تعرف في أي قطعة توجد الحبة، وبعد ذلك تأخذ تلك القطع وتوزعها على أماكن مختلفة مثل الجامع، القنديل، الخندق... ومن الغد تذهب الفتاة إلى أماكن تلك القطع وتكسر كل قطعة حتى تجد الحبة، فاذا وجدتها قرب القنديل فهي محظوظة "سعدها كبير"، واذا وجدتها قرب الخندق فهي "سعدها راقد"
. 2- أمك طنبو:
هي عادة لطلب الغيث وتتمثل في أن يصنع الأطفال دمية كبيرة من الخشب على شكل "تانيتّ ويلبسوها بعض الثياب ويطوفوا بها في الأزقة منشدين: أمك طنبو يا صغار طلبت ربي ع النوار أمك طنبو يا خصيبها طلبت ربي ليخيّبها أمك طنبو الشهلولا ان شاء الله ترجع مبلولة بركة ربي والبشير يجعلها تمطر وتزيد يا الله ويا الله صب الغيث ان شاء الله وعلى كل ربة بيت أن تخرج لهم ومعها إناء بالماء وترشه على أمك طنبو والأطفال
. 3- التاسوعاء والعاشوراء:
يتوجه جل نساء البلدة وبناتها يوم التاسوعاء (9 محرم) إلى ضريح الولي "سيدي عبد الله بو مجاد" بحمام الأغزاز وقد لبسن أجمل ثيابهنّ، وهناك يذبحن الديكة ويصنعن "الدويدة" وفي الليل يطبخنها بلحم الديك والبيض المسلوق. وعلى كل عائلة أن تخرجَ "نصيب" لأحد الفقراء. أما يوم العاشوراء فتتوجه كافة عائلات البلدة إلى ضريح الولي "سيدي منصور" بشاطئ حمام الأغزاز حيث يقضي الأهالي مساء ذلك اليوم في التنزه وذبح الديكة.
4- رأس السنة الهجرية:
في آخر ليلة من العام، تطبخ العائلات الكسكس بالقديد والعصبان. وليلة رأس العام تطبخ "الحلالم" بالقديد والبيض المسلوق ليكون العام أبيض خاليا من المشاكل. ومن الغد تطبخ كل عائلة ملوخية حتى يأتيَ العام أخضر وافر الإنتاج.
5- التباني:
التباني عملية استجداء يقودها مؤدب القرية في بداية كل سنة، فيطوف مع تلامذته الذين يرددون: تباني تباني يرحم من قرّاني قرّاني محمد والشريف الهادي بلّةُ ما بلّةُ والنبي في غزوتُه والنبي في غزوتُه والشجاعة غمّة بلّةُ الشجاعة هذي دار قاعة يا عبد المتوكل حافظ كلام الله يا اللّي تصلّي على رسول الله والملايكة تكتب على لوحة المؤدب ومدّينا في الجنة والجنة محلولة حلّها مولانا يا كبار ويا صغار حافظين كلام الله يا اللي تصلّي على رسول الله هذي دار بوبشير فيها القمح والشعير هذي دار سيدنا تعطينا وتزيدنا** وتخرج كل صاحبة بيت وهي تحمل إناء بالقمح أو الشعير وتعطيه المؤدب.

6- المولد النبوي:
ليلة المولد يذهب الناس إلى الجامع حيث تُسرد "السريدة المولدية" ويستمعون إلى بعض التراتيل القرآنية. وفي الصباح تطبخ كلُّ عائلة "العصيدة" التي كانت في السابق تُصنع من الدقيق والتمر والزبدة والسكر. وعلى كل عائلة إخراج "صحفة عصيدة" إلى الفقراء.
7- بعض الألعاب الرياضية:
· "بريمة شوكة":
ينقسم الاطفال الى فوجين: فوج يختبئ والفوج الثاني يقوم بعملية التفتيش، ولكل فوج قائد، وعندما يختبئ الفوج الاول يأتي قائده بحفنة من تراب المَخبَإ إلى القائد الثاني، وهذا الاخير يفحص ذلك التراب ليحدد به مكان الاختباء ويأمر اصحابه بالتفتيش. وعندما يُلقى القبض على المختبئين فإنّ الفائزين يركبون على ظهور الخاسرين حتى يصلوا إلى نقطة الانطلاق.
· "الرشيق":
أن يتمّ "رشق" (تنصيب) عصا في الأرض ثم يتولى كل فريق التناوب برشق الهدف بالعصي، فإن أصاب احدهم الهدفَ فاز وإن أخطأ جاء دوره ليكون هدفا.
· "النقيز":
ينحني الشاب ليتولّى آخر القفز، وعندما يعجز يأتي دوره في الانحناء. وهناك العديد من الألعاب الرياضية الأخرى الأخرى كلعبة "اللقاح" الشبيهة بلعبة كرة الصولجان، وقد كانت شعبية محبوبة وتتقابل الفرق فيها يوميا في ملعب "الجبانة".
. ** هناك ملاحظة طريفة نضيفها هنا وهي أنّ الأطفال إذا لم يجدوا تجاوبا من بيت ما فإنهم غالبا ما يضيفون هذا البيت: "هذي دار كُب كُب [؟؟؟] للركُب.

Aucun commentaire: