3 juin 2014

الشّيخ سليمان بن حمّودة (سي سليّم)

في مثل هذا اليوم:
الشّيخ سليمان بن حمّودة (سي سليّم)

سليمان بن حمودة (سي سليّم)

مقال للمهديّ بن الحاج صالح في نعي سي سليّم
جريدة لواء الحرّيّة: الأحد 3 جوان 1951

في مثل هذا اليوم: 3 جوان 1951 (الأحد 28 شعبان 1370هـ) كتب السّيّد: "المهديّ بن الحاج صالح" في جريدة: "لواء الحرّيّة" مقالا ينعَى فيه الشّيخ سليمان بن حمودة بعد وفاتِه في يوم الثّلاثاء 22 ماي 1951 (15 شعبان 1370).

وللتّعريف بالشّيخ أكثرَ، فهو: سليمان (شُهر سليّم) بن قاسم بن الحاج صالح بن قاسم بن مُحمّد بن حمودة بن عمر بن مُحمّد بن مُحمد غُزّيّ الطّرابلسيّ. وأُمُّه هي "شلبيّة بنت سليمان بن أحمد بن سليمان" من قليبية. ينحدِرُ من عائلة عِلم وفقه وفنّ، فقد كان أبوهُ "الطّالب قاسم" فقيها وعدلا بقليبية من سنة 1894 إلى وفاتِه سنة 1908، كما كان مُغنِّيًا وصديقًا مُقرَّبًا للشّاعر "الحاج مُحمّد حمّادة".

 وُلد الشّيخ سليمان بحمام الأغزاز حواليْ سنة 1897 وحفظ بها القرآن ثمّ تحصّل على شهادة التّطويع في العلوم من جامع الزّيتونة سنة 1931. له مبادئُ في اللّغة الفرنسيّة (قسم الشّهادة الابتدائيّة) وإلمامٌ بالقانون والتّراتيبِ الإداريّة، حيثُ كان من قدماء كَتَبَة "إدارة المال العامّة" الوقتيّين.

 كما نجح في مناظرة الكتَبَةِ التي أُجريت بإدارة جمعيّة الأوقاف بتونس في 9 نوفمبر 1931، وانتظرَ كثيرا استخدامَه بهذه المؤسّسة لكنّ السّلط الاستعماريّة في ما يبدو، أصرّت على منعه من الالتحاق بها بسبب نشاطِه الوطنيّ والحزبيّ. ورغم ذلك فقد تمكّن من شغل خُطّة العدالة بقليبية منذ ما قبل سنة 1934. كما وقعت تسميتُه إمامًا ثانِيا وخطيبا بالجامع الكبير بحمام الأغزاز في 16 ديسمبر 1943 (19 ذي الحجّة 1362)، لأنّ الإمام الأوّلَ به آنذاك هو الشّيخ "مصطفى بن عليّ بن الحاج رحومة".

انخرط الشّيخ سليمان في الحزب الدّستوريّ القديم منذ عشرينيّات القرن الماضي، ثمّ في الحزب الجديد منذ انبعاثِه سنة 1934. كما شارك مع "البشير بن فضل" في تأسيس شعبة منزل تميم في السّنة نفسِها. وقد كانت من أنشط الشُّعب الدّستوريّة في تونس في ذلك الوقت.

وفي سنة 1937 أسّس الشّعبة الدّستوريّة بحمّام الأغزاز، وعمل على التّنسيق بين منزل تميم وحمام الأغزاز في العمل النّضاليّ والتّوعية الوطنيّة والتّأطير السّياسيّ. وبسبب نضالِه وشُهرتِه تعرّض إلى كثير من المضايقات، سواءٌ كان ذلك من السّلط الاستعماريّة أو من بعض أصحابِ النّفوس المريضة من بني قومِه.

وفي ما يلي مقال السّيّد: "المهدي بن الحاج صالح":

رُزْءٌ عظيمٌ بحمّام الأغزاز

اختطفت المَنون الشّيخ سليّم بن قاسم الغُزّيّ صبيحة يوم الثّلاثاء 22 ماي 1951، فأفل بأُفولِه نجمٌ مِنْ نُجومِ الوطنيّةِ، وانهار بانهيارِه صَرحٌ مِن صُروحِ الكِفاحِ الوطنيِّ. فقد كان الأخ سليّم من السّابقين الأوّلين من حلبة الكفاح والنّضال، وكان من أبرز العناصر الوطنيّة بالدّخلة يومَ أن كان الشّعبُ نائما في سُباته العميق غيرَ شاعِرٍ بما يتطلّبُه منه الوطنُ من تضحية ونضالٍ.

لقد كان المرحومُ سليّم مِن الرّعيل الأوّل الذين تحمّلوا السّجن والنّفيَ والتّشريدَ عندما خاض معمعةَ الكفاح بجأشٍ ثابتٍ صبور وعزْمٍ لا يَلين، فزرع بذورَ الوطنيّة بحمّام الأغزاز والقرى المجاوِرة لها. ولم ينتقل رحمه اللّه إلى جوار ربّه إلّا والزّرعُ قد أخرجَ شطَأَهُ واستوى على سوقِه يُعجب المُكافحين ويبارِكونه.

وقد نال المرحومُ من الاستعمار الفرنسيّ ما ينالُ كلُّ وطنيّ، فسُجن وحُكم عليه بالإعدام ثمّ عُفي عنه.
والشّعبة الدّستوريّة بحمّام الأغزاز تشكر كلَّ الذين واسَوْها وواسَوْا عائلةَ الفقيد. كما تشكُر الشُّبّانَ الزّيتونيّين الذين أبَّنوهُ مع ولَديْ الحاج قاسم ومحمد الهادي بن محمد بن عبد الرحمان ومصطفى بن محمد، مُبتهِلةً إلى اللّه أن لا يُعيدَ مكروها عليهم، مُتمنِّيةً للفقيد الرّحمةَ والرّضوان.

الهادي بن محمد بن عبد الرّحمان الغُزّيّ (المهديّ بن الحاج صالح)
[جريدة: "لواء الحرّيّة": الأحد 03 جوان 1951 (28 شعبان 1370) ص 2]
مزار بن حسن

Aucun commentaire: