25 août 2015

مُحمد صالح بن حمّودة


مُحمد صالح بن حمّودة

من أهمّ رجال الثّقافة ورموزها بحمام الأغزاز. إنّه مُحمّد بن صالح بن حمودة بن الحاج صالح بن قاسم بن مُحمّد بن حمودة.
من مواليد سنة 1942. زاول تعليمَه الابتدائيّ منذ سنة 1949 بالمدرسة القرآنيّة بمنزل تميم (دار المُربّي في ما بعد) وتلقّى فيها تعليما دينيّا عصريًّا على يد معلّمين من منزل تميم مثل عليّ بوعثمان وامحمّد بوعثمان وعليّ الكرد وخميّس جوعو وغيرهم... تحصّل على شهادة "السّيزيام" في سنة 1956، ثمّ زاول تعليمَه الثّانويّ بمدرسة "ابن رشد" بالصّبّاغين بتونس على يد أساتذة مثل محمّد صالح النّيفر ومحمّد الطّاهر النّيفر والصّادق بسيّس وغيرهم... كما تلقّى بعضا من تعليمه بالمدرسة التّكميليّة بالخلدونيّة.
اشتغل موظَّفًا بكتابة التّعليم الابتدائيّ بوزارة التّربية القوميّة منذ سنة 1962. ثمّ انتقل سنة 1974 إلى إدارة الآداب بوزارة الثّقافة، وهو ما مكّنه من التّعرّف إلى أهمّ رجال الأدب والثّقافة بتونس. كان يرتاد النّوادي الأدبيّة بدار الثّقافة "ابن خلدون" ودار الثّقافة "ابن رشيق" ونادي أبي القاسم الشّابّيّ وغيرها...
شارك في تأسيس وبناء اللّجنة الثّقافيّة بحمّام الأغزاز مع "المهديّ بن الحاج صالح" و"عبد الرّحمان بن حمّودة وعليّ بن الحاج رحومة (أحمد بلحاج) ومجموعة أخرى من المثقَّفين.
وعندما تأسّست النّواة الأولى للمكتبة العموميّة بحمّام الأغزاز، رجع إلى بلده سنة 1980 وشغل خطّةَ إدارتِها إلى تقاعده في التّسعينات.
سي محمّد شغوف أيضا بالموسيقى والغناء، وهو عازف جيّد لآلة العود، وله صوتٌ يُطربُ الأسماعَ. وقد تلقّى تعليما في ذلك من قبل "الطّاهر غرسة" في مدرسة "ابن رشد"، ثمّ دخل إلى فرقة الرّشيديّة وتعلّم فيها أصول آلة العود على يد "خميّس ترنان" لمدّة ثلاث سنوات. وقد كان يُحيي كلَّ سنةٍ ليلةَ المولد النّبويّ في الجامع الكبير بحمّام الأغزاز فيُنشِدُ "السّريدة المولديّة" وهي الهمزيّة المعروفة في تونس بـ "مولد البرزنجيّ" والتي مطلعُها:

أبتَدِئُ الإملاءَ باسمِ الذّاتِ العَليّه  **  مُستَدِرًّا فيْضَ البركاتِ على ما أنَالَه وأوْلاهْ

عُرف أيضا عن سي مُحمّد صدقُه ووطنيَّتُه. فقد قاد في التّسعينات حملةً من أجل التّوقيع على عريضة ترفض بناء الحيّ العسكريّ بسبخة حمّام الأغزاز، وقاسى مِن ظلم السّلطة آنذاك بسبب هذه الحملة، فألّبتْ عليه أتباعَها من رموز النّظام السّابق.
سي مُحمّد هو مثال المثقّف الوطنيّ الغيور على بلدهِ. وهو إلى جانب كلّ ذلك ذو مستوًى راقٍ من الثّقافة والخُلق وفي معاملاته مع النّاس.
نتمنّى له الصّحّة الجيّدة وطول العمر.

مزار بن حسن


Aucun commentaire: