29 août 2015

صيّادو الغوص في قليبية وحمّام الأغزاز: ذكريات أليمة






صيّادو الغوص في قليبية وحمّام الأغزاز: ذكريات أليمة

في آخر شهر أوت تكون قد مرّت ثمان سنوات على وفاة الشّابّ عبد القادر بن سليمان من حمام الأغزاز أثناء قيامه بالصّيد في أعماق البحر.

عبد القادر بن سليمان لم يكن الغوّاص الوحيد الذي غيّبته أعماق الشّريط السّاحليّ بقليبية وحمّام الأغزاز، بل سبق أن غيّب البحر طيلة العشريتيْن الأولى والثّانية من القرن الحالي كثيرا من زملائه أبناء الجهة الغوّاصين الممارسين لهواية الصّيد بالسّهم أو (البندقية)، وكلّهم تقريبا من الشباب بل من خيرة شباب المنطقة.

 لقد فقدت حمّام الأغزاز في بداية العشريّة الأولى مثلا الغوّاص حسام بن حمودة الذي كان يمتهن مهنة الغوص إلى جانب ولعه الشّديد بالصّيد البحريّ. كما نذكر كذلك الشاب محمد بلحاج صالح (2001)، وعبد القادر بن سليمان (أوت 2007)، وعماد بن حسن الحجّام (جوان 2008)، وفي قليبية فقدنا أنيس بن حميدة (2009) ومهدي الغربي (سبتمبر2013). وهذا ما يجعلنا نتساءل عن الأسباب التي تقف وراء هذه الظّاهرة وعن الحلول الممكنة؟

جميع المتخصصين يؤكدون أنّ هناك سببا رئيسيا واحدا هو الذي يتكرّر في جلّ هذه الحالات، وهو "الإغماء" (syncope)، أي أن يُجهدَ الغواص نفسه في الماء بالغوص المتتابع دون أخذ قسط من الراحة قبل المتابعة في كلّ مرة. وعادةً ما تحدث هذه الظاهرة في الحالات التي يظفر فيها الصيّاد بصيد ثمين فتبدي السمكة مقاومة عنيفة للتخلّص من السّهم فيصعب بذلك إخراجُها من قاع البحر من الوهلة الأولى، لذلك يلتجئ إلى إعادة الكرّة مرّاتٍ أخرى فيبذل بذلك مجهودا مضاعفا يسبّب له الإغماء فتحدث الكارثة، وللأسف يدفع الغوّاص حياته ثمنا لهذا "الصّيد الثمين".

أما في ما يتعلق بالحلول فإنّ الحل بسيط ويمكن تطبيقه بسهولة، وهو يتمثل أساسا في ثلاث نقاط: أوّلا لا بدّ للصيّاد أن يتجنّب الإجهاد أثناء الصّيد وأن يملك نفسه ويتريّث عند رؤية السمك حتى لا يأخذه التّعب والإعياء دون أن يشعر. ثانيا: يجب على كلّ صائد بالغوص ألّا يذهب إلى الصّيد وحده، بل عليه أن يمارسَ هذه الهواية بمشاركة واحد من أصدقائه الصيّادين على الأقلّ، يصحبه في جولته حتى إذا وقع أحدهما في ورطة أو أي تعكّر صحّيّ، يتدخّل الآخر على الفور لإعانته على التخلّص منها قبل فوات الأوان. ثالثا: تجنّب الصّيد العشوائيّ والالتزام بالقوانين ذات العلاقة عبر الانخراط في نوادي الصّيد وتلقّي التّكوين اللّازم في ذلك. بهذه الطّرق وحدها يمكن لجميع هواة رياضة الصّيد في الأعماق ممارسة هوايتهم في مأمن من العواقب الوخيمة التي يمكن أن تهدّدهم في كل لحظة.

مزار بن حسن

Aucun commentaire: