19 janv. 2008

:العرس التقليدي بقليبية وحمام الأغزاز (الجزء الثاني): شيراز بن حمودة

(العرس التقليدي بقليبية وحمام الأغزاز (الجزء الثاني):
شيراز بن حمودة .
المحور الأول: مراحل العرس التقليدي بجهة قليبية وحمام الأغزاز: يسبق الزواج بـ"الخطبة" وهي مهمّة الأب الذي يخطب فتاة لابنه (أي يبرم عقده على فتاة لا يراها إلاّ ليلة الزفاف). وتنتظم الخطبة غالبا بمسجد أو جامع بعد اتفاق العائلتين المتصاهرتين، وبعد أن يعدّ كل متطلبات الزواج ويرسلها إلى منزل الخطيبة، وعند اقتراب موعد الزفاف يتكفّل الخاطب بارسال "طبّال" (ضارب الطبل) يطوف بأنحاء البلدة ويستدعي أهلها لتناول العصيدة في دار "فلان" إشهارا للعرس وللإعلان عن "الحَطَّابَة". اعتاد أهالي جهة قليبية إقامة العرس في أوّل الخريف مباشرة إثر موسم الصيد والحصاد ( تجميع صابة الحبوب مثل: الدرع، الفارينة، القطانية، الدخان،...) حتّى يتمكن أب العريس وأب العروس من تغطية المصاريف اللازمة؛ على عكس ما جرت به العادة في جلّ مناطق البلاد التي قد يقع العرس فيها أثناء السنة حسب قدرات العائلات. ويمتدّ العرس التقليدي بجهة قليبية لفترة سبعة أيّام وسبع ليال، ويسبقها أسبوع التحضيرات، ويليها أسبوع آخر لمتممات العرس، وتكاد تكون حفلات العرس متشابـهة لولا بعض الاختلافات التي تعود إلى اختلاف ظروف العائلات في القرى والأرياف. I. أسبوع التحضيرات: قبل أسبوع من بداية أو انطلاق العرس. .I 1 طريقة الاعلان عن العرس: تكون عن طريق "المِسْـتَادْنِية" التي يكلّفها أهل العريس وأهل العروس باستدعاء كلّ الأقرباء والأجوار، وتتقاضى أجرتها من المدعوات يـوم الحنّة الثالثة بـ"الرْشِيقَة" ، ويوم "المَحْضِرْ" أيضا تأخذ " الوْرَاشَة " بعد " الرْمُو". .I 2 المشاركون في التحضيرات: .I 1.2 أهل العريس : . النساء: يقمن بإعداد كلّ مستلزمات العرس مـثل تصـفية القمح ورحيه ، ويُغنين أثناء هذه العملية: يَا رْحَـــاتِي يَا تَسَّاسَة وارْحِيلي فْطُورْ العَرَّاسَـة يَا رْحَـــاتِي يَا رَطَّابَة وارْحِيلِي فْطُورْ الحَطَّابَة ثم تُغربل النساء القمح، لاعْداد الخبز والكسكسي، وتنتقل إلى صناعة بعض الحلويات والمشروبات التقليديّة (المقروض، الغريبة، شروبو رمان، روزاطة ...). . أبو العريس: هو المكلف باستدعاء الرجال لحضور حفل عقد القران كما يستدعي "الحَطَّابَة" وهي مجموعة من الرجال المكلّفين باحضار الحطب مـن الغابة على " الـجَيَّابَة" ويتم اقتسام هذا الحطب بين أهل العريس وأهل العروس قصد استعماله في اعداد الطعام.. العَـرَّاسَة: تطلق على تجمع أقارب العريس وأصدقائه من الشبّان الذين يلازمونه طيلة فترة العرس. وفي أسبوع التحضيرات يتجمّع "العَرَّاسَة" في منزل قريب من مقرّ أبي العريس، وإذا لم يتوفر هذا المنزل يعدّون بيتا من اللوح والقش في مكان بعيد نسبيا عن التجمّع السكنّي حيث يتصرفون بطريقة عفوية ويتمتعون باستقلالية ربما لا يجدونها في أماكن أخرى. وهذه الفترة، يمضيها "العَرَّاسَة" في ممارسة الألعاب الرياضية والفكرية ( "أَخْبَاو" والذي يخطئ يدفع خطية مثل: الشاي، اللوز، حلوى الشامية، دخان، مشروب غازي ... حتى تكون إعانة بطريقة أو بأخرى للعريس). ومن العادات القديمة يتناوب العرّاسة على إحضار كبش يتم ذبحه وطهيه استعدادا للسهرة مع "الغَنَّايَة"، بما أنّ تربية الماشية كانت نشاطا عاما في ذلك الوقت. .

Aucun commentaire: